معادلة الخروج من الأزمة ؟
عزالدين الابراهيمي
في هذه التدوينة سأحاول الحديث عن أخر مستجدات الموجة الأوروبية و موجة أوميكرون و البروتوكول التلقيحي… و نجيب عن بعض الأسئلة المطروحة… و التساؤل… هل هناك معادلة للخروج من الأزمة و التأقلم و التعايش مع الفيروس… و لكن قبل ذلك…
و نحن نثمن ما نعيشه من استقرار وبائي كما تشهد بذلك جميع الوكالات الصحية الدولية و على رأسها السدس الأمريكية و التي صنفت المغرب في اللائحة الخضراء و القسم الأول من الدول المستقرة وبائيا… و الحمد لله… و نحن نرى ما يجري حولنا في أوروبا و إفريقيا و نثمن ما نعيشه… يجب أن لا ننسى من تضرروا من قريب أو بعيد بإجراءات غلق الحدود… و أنا في طريق العودة من مراكش المنكوبة، أعرب عن تضامني مع كل من تضرروا ماديا و اقتصاديا و الكثيرين الذين وجدوا أنفسهم في وضعية حرجة خارج البلد و أتمنى أن نجد حلولا استعجالية لهؤلاء… و أتفهم انتقادهم لأجرئة هذه القرارات و التي تكون دائما مفاجئة و بدون مقدمات و بدون تواصل… و أؤكد أننا سنترافع عنهم كلما أتيحت الفرصة لنا دون الانجرار إلى “صراع الديكة”… فهذا ليس وقت الإبداع في نفش الريش و الغباء التواصلي و نحن في عز الوباء…
1- كم موجة نعيش… اليوم؟
في الحقيقة يعيش العالم موجتين و لأول مرة موجتين متوازيتين… موجة دلتا بلوس بأوروبا و أوميكرون في جنوب إفريقيا المهددة للعالم…
2- ماذا عن موجة أوروبا؟
تقترب الكثير من هذه الدول الأوروبية من مرحلة الذروة و لكن سيبقى أثر هذه الموجة إلى ما بعد أعياد الميلاد… و هنا و كما قلنا سابقا فهذه الموجة تعتبر في أوروبا موجة غير الملقحين و بعض الذين ترددوا في أخذ الجرعة المعززة بعد ستة أشهر و الذين يملؤون حجر الإنعاش في هذه الدول… الأمل في هذه الموجة أن جميع الدول تواجهها بدون إجراءات تشديدية مما يقربنا للسيناريو الأقرب واقعية في مواجهة الكوفيد… فيروس ينتقل بين الأشخاص و لكن لا يقتل… مما ينقلني للحديث عن أوميكرون و فتكه…
3- هل أوميكرون أفتك من دلتا؟
في البداية يجب أن نعلن أن جل النتائج الأولية التي نحصل عليها فهي من جنوب إفريقيا و هي جزئية… و تؤكد أن أوميكرون حتما لن يكون أخطر من دلتا في المرض الناتج… و لكن يجب أن ننتظر بعض الوقت لنعرف إن كان كوفيد أوميكرون أخف ضررا من مرض دلتا… و الأخبار المتوافدة من بريطانيا تحمل كثيرا من الأمل في هذا الاتجاه… فرغم عدد طفراته الكبير والمخيف، فال581 شخص المصابين بأوميكرون لم يدخل أحد منهم من المستشفى… و حتى لا نفرط في التفاؤل وجب انتظار النتائج الكاملة و النهائية…
4- هل ينتشر بسرعة؟
نعم و كل البيانات المرفقة اليوم توضح ذلك بجنوب إفريقيا… و لكنه يجب أن نبقى حذرين في معرفة نتائج المواجهة الحاسمة بين دلتا و أوميكرون و ما ستسفر عنه في أوروبا… بريطانيا تعرف حاليا هذه المواجهة مع بداية انتشار أوميكرون… و سنترقب النتائج الأولى قريبا…
5- المناعة المكتسبة باللقاح و أوميكرون؟
تبين النتائج الأولى و كما كان محتملا أن هناك انخفاض للمناعة بعد جرعتين من اللقاح و لكن الخبر الذي يحمل الكثير من الأمل… أن الجرعة المعززة تمكن من حماية كافية في مواجهة أوميكرون (الجدول المرفق)…و هذا يطرح سؤالا حول البروتوكول التلقيحي الذي يجب اعتماده الأن…
6- ما نوعية البروتوكول التلقيحي؟
و في هذا الصدد يجب أن نذكر بأنه و كما كررنا مرارا… بأننا في مواحهة فيروس متحور و يلزمنا أن نحين كل مرة ما نعرفه من معلومة علمية حتى نتمكن من إصدار التوصية المناسبة و المحينة في مواجهة جائحة متحورة… وعليه يبدو لي اليوم، أن البروتوكول التلقيحي الفعال و الناجع جرعتين من اللقاح زائد جرعة معززة… و تبين جميع المعطيات أن هذا البرتوكول يمكن الملقحين به من استجابة مناعية ضد جميع السلالات… و يمكن المنظومات الصحية التي اعتمدته بالصمود في وجه الموجتين دلتا بلوس الأوروبية و أوميكرون الجنوب إفريقية… و المفارقة اليوم هو أنه يستلزمك انتظار شهرين للحصول على موعد من أجل الجرعة المعززة… بينما في المغرب….
7- المعادلة للخروج من الأزمة؟
بعد عامين من الجائحة و موجات متعددة للسلالات، أصبحت المعادلة للخروج من الأزمة واضحة و لا تحتاج إلى خبير:
الاجراءات الاحترازية + التلقيح بجرعتين و الجرعة المعززة =
إنقاذ ارواح + عودة للحياة “الطبيعية”…
و يبقي بيد كل واحد منا و مسؤولية كل أحد منا الانخراط في الرفع من وتيرة و التسريع للخروج من الأزمة… الحل في يدنا اليوم كأشخاص…
في الأخير، وكما قلت مرارا أن التواصل هو مفتاح الخروج من الأزمة و ربما أهم من الدواء و اللقاح في عز جائحة كونية… علينا بالتواصل العلمي السلس و المتواضع… لذا فالكل سيتفق معي برفض أي مزايدات تواصلية… أكانت مؤسساتية أو فردية… نرفض أن ندخل في هذه المزايدات… لأن تضخم “أنا” البعض لا تعنينا … لأننا محقنا ذواتنا من أجل هاته المهمةً التي تسكننا… مساعدة المغرب للخروج من الأزمة… نعم سنبقى أوفياء لهذه المهمة السامية بكل تطوع و كواجب وطني… و سنبقى أوفياء لخارطة الطريق التي خطها ملك البلاد و التي نؤمن بها حتى النخاع…
رسالتنا للجميع و بكل محبة… لنمحق “الأنا” فينا و لنستمر في تأسيس “نحن” من أجل مغرب متضامن رغم الجائحة و مغرب أفضل لما بعد الكوفيد… و الله ولي التوفيق…
وحفظنا الله جميعا…