في تأبين الاموي ..السكوري يصفه بأهم قادة الحركات النقابية في المغرب وفي المغرب الكبير

خص وزير الادماج الاقتصادي والمقاولة الصغرى والتشغيل والكفاءات يونس السكوري الزعيم النقابي الراحل نوبير الاموي برسالة في ذكرى تأبينه اليوم برسالة اعتبره فيها فقيد الامة الذي بصم العمل النقابي المغربي والمغاربي بروح النضال العالية الذي سخر حياته للعمل الاجتماعي ونصرة الطبقة الشغيلة .
نص الرسالة
شكرا جزيلا للسيدات والسادة مسؤولي و أعضاء الكونفدرالية الديمقراطية للشغل على منحي الكلمة في
هذا المحفل التأبيني وفاءا لروح فقيدكم وفقيدنا جميعا، فقيد الوطن السيد نوبير الأموي رحمة الله عليه.
 وهوما يعبر عن إرادة واضحة للحوار في أفق التعاون البناء من أجل خدمة الشغيلة المغربية، وهي إشارة أعتبرها أكثر من رمزية من لدن مركزية لها مكانة في الساحة المغربية. كما تؤكد من جانب أعضاء الكونفدرالية الديمقراطية للشغل على أن المؤسسة الوطنية النقابية بالمغرب بصفة عامة و الكونفدرالية الديمقراطية للشغل بصفةخاصةتشكلبحقشريكاأساسيا واستراتيجيافيعملناواهتماماتناالهادفةإلىالنهوضبالحقلالجتماعي في بلادنا وخدمة مختلف الشرائح والفئات الجتماعية وعلى رأسها الطبقة الشغيلة .
اود بمناسبة هذا المحفل التأبيني التكريمي لروح المناضل الوطني الديمقراطي الكبير المرحوم نوبير
الأموي، التأكيدعلى أننا جزء ل يتجزأ من العائلات الفكرية والجتماعية والسياسية والثقافية التي التأمت هذا اليوم كي نوجه تحية الشكر والمتنان إلى رجل وقائد نقابي وطني له مكانة مرموقة في الحياة النقابية والسياسية المغربية، وذلك بفضل جهوده وتضحياته وعطاءاته في خدمة بلاده وخدمة للنسيج الجتماعي النقابي المهني الوطني .
ومن أجل استذكار مناقب الفقيد ل أجد شهادة أسمى مما جاء في رسالة التعزية التي بعثها صاحب الجلالة
لأسرة الفقيد و التي قال فيها ” إن رحيل الفقيد المبرور بقدر ما يعد خسارة فادحة لأسرتكم، فإنه يعتبر كذلك خسارة للحركة النقابية الوطنية التي فقدت فيه رائدا من روادها، حيث ظل، رحمه الله، حريصا على الدفاع عن
حقوق ومصالح الطبقة الشغيلة، إيمانا منه بأهمية دورها في الدفاع عن المصالح العليا للوطن، في التزام معهود، وتشبث مكين بثوابت الأمة ومقدساتها” انتهى كلام صاحب الجلالة
لقد كان المرحوم محمد نوبير الأموي شخصية فذة قادرة على مد الجسور بين المكونات الشعبية والرسمية
على أسس واضحة من اللتزام الصادق والشفافية في القول والفعل إذ لم يكن يخشى لومة لئم في أن يقول كلمة حق، مثلما كان حسه الوطني يجعله قادرا على أن يتفهم أوضاع بلاده ومحدودية امكاناتها أحيانا فيستحضرأهمية
استقرار بلاده ومتطلبات السلم الجتماعي .
والواقع أن المرحوم نوبير الأموي، بخلفيته الفكرية وجذوره الجتماعية ونزاهته واستقامته الأخلاقية،
غذا منذ تأسيس الكونفدرالية الديمقراطية للشغل في نونبر 1978 (وهنا طبعا أهنئكم والمناسبة شرط على ذكرى سنة تأسيس 43 لمركزيتكم)، -غذا- واحدا من أهم قادة الحركات النقابية في المغرب وفي المغرب الكبير، وفي
العالم العربي والإفريقي بل وفي العالم .
وهنا نذكر تنويه الزعيم النقابي البولندي الشهير ليش فاليسة LECH WALESA بالقيمة النوعية لهذا
القائد النقابي المغربي الكبير، وليس في ذلك ما يبعث على الندهاش، فالمرحوم الأموي عرف كيف يستثمر تاريخ الحركة النقابية بالمغرب منذ منتصف خمسينيات القرن الماضي إلى منتصف السبعينيات، وعرف كيف
يوحد مختلف الرؤى والجتهادات والمبادرات كي يؤسس مركزية نقابية أصبحت لها قيمتها الفعلية وتمثيليتها الوازنة في الحقل الجتماعي ببلادنا. وليس ذلك فحسب، فقد بنى لمنظمته هوية وخطابا وأسلوبا في الأداء والتواصل، وعرف أيضا كيف يستثمر مكاسب الحركة النقابية العالمية في تطوير تنظيمات مركزيته النقابية وجعلها محاورا ينصت إليه، ويحظى بالعتبار والتقدير والهتمام، خصوصا خلال جلسات الحوار الجتماعي
التي أصبحت اليوم جزءا من صفحات بناء تاريخ المغرب المعاصر .

ومن هنا، فإن استحضار روح الفقيد اليوم من طرف إخوانه ورفاق طريقه ومحبيه من داخل الكونفدرالية الديمقراطية للشغل ومن خارجها، ليست مجرد طقس تأبيني تفرضه العتبارات الدينية والروحية والأخلاقية، وإنما ينبغي أن يكون مناسبة لستحضار مسار تاريخي تداخلت فيه عطاءات الفقيد الكبير مع تضحيات أجيال متلاحقة من الفاعلين النقابيين الذين أغنوا رصيد المؤسسة العمالية المغربية. صحيح أن الحركات التاريخية ل يصنعها الأفراد بمفردهم، ولكن الأفراد الذين يمتلكون حس التاريخ وإرادة الصلاح والبناء والقدرة على
التضحية، يمكنهم أن يشكلوا الفارق .
وظني أن الفقيد واحد من القادة الاجتماعيين الذين ينبغي الاستىناس بمساراتهم وعطاءاتهم.. وكل ذلك
ينبغي أن تعرفه الأجيال الجديدة، وأن تتعلم منه. وكيفما كانت نظرة الآخرين إلى الأموي، وأشكال تقييمهم
لتجربته، أظن أن جميع المكونات الوطنية بمن فيها أولئك الذين اختلفوا معه في نظرته أو طريقة عمله ل يمكنهم اليوم إل أن يحتفظوا له بالحترام والتقدير .
:
وختاما، وحتى ل أطيل، من واجبي أن أؤكد لكم بهذه المناسبة وفي سياق هذه الروح الوطنية العالية أن الحكومة والتي أتشرف بعضويتها بتحملي مسؤولية الدماج القتصادي والمقاولت الصغرى والتشغيل والكفاءات، أنني كل عزم وارادة للعمل جنبا إلى جنب مع كل الشركاء الجتماعيين الوطنيين بناء على التراكم المحقق وتجاوز المعيقات وربما سوء الفهم أو التقدير ولكن كشركاء حقيقيين في الحوار وتبادل الأفكار والمقترحات والستشارات الضرورية في كل ما يهم حاضر ومستقبل الشغيلة المغربية، والتي لعبت بالأمس دورا تاريخيا في الحركة الوطنية المغربية دفاعا عن استقلال بلادنا، ومازالت تنهض بدورها الوطني في البناء
القتصادي والجتماعي وتقوية النسيج المؤسساتي في بلادنا.
وهو ما صرح به السيد رئيس الحكومة في تصريحه الحكومي أمام ممثلي الأمة حيث أكد على مبدأ
الحوار والتشاور ، وعليه اقول لكم أننا عازمون وبكل الوسائل على إعطاء نفس ايجابي جديد لهذا المسار
الجتماعي الذي اعتبره صدقا المرجع الساسي لكل النقاشات والمفاوضات بروح من المسؤولية الوطنية التي تعبرون دائما عن تشبتكم بها، أنا رهن إشارتكم والوزارة تلتزم بالإنصات للمطالب المشروعة والمقترحات الوجيهة التي تتقدمون بها كشركاء اجتماعيين .
رحم الله الأستاذ المناضل محمد نوبير الأموي، وأجدد العزاء لأسرته الصغيرة ولعائلته الكبيرة ولكافة زملائه وأصدقائه ومحبيه، ضارعا إلى الله عز و جل أن يجعله في جناة نعيم مع النبيئين والصديقين والصالحين وحسن محبيه، ضارعا إلى الله عز و جل أن يجعله في جناة نعيم مع النبيئين والصديقين والصالحين وحسن أولئك رفيقا.