رمزية قيادة فيصل العرايشي هذا المكناسي المولد سفينة القطب العمومي السمعي البصري في المغرب تكمن في أن تعيينه من طرف ملك البلاد تزامن وتوليه عرش المملكة في العام 1999.
تعيين عسير في عام عسير كان فيه وزير الاتصال هو الراحل العربي المساري والوزير الأول هو عبد الراحل عبد الرحمن اليوسفي ، وكانت فيه البلاد تخرج من جبة المرحوم الحسن الثاني وتستعد لدخول مرحلة جديدة مغايرة تماما .
فيصل العرايشي الذي رأى النور قبل أكثر من 60 عاما من الآن وتحديدا سنة 1961 بمدينة مكناس والعائد إلى المغرب بعد حصوله على شهادة الماجستير في العلوم من جامعة ستانفورد عام 1986 ليؤسس بعد سنتين من عودته شركة sigma للإنتاج التلفزي ، وليعيش مأساة أسرية بفقدان والديه في حادثة سير مريعة ….يجد نفسه صدفة مديرا للإذاعة والتلفزة عوض الرجل القوي آنذاك “محمد الايساري” الذي عصفت به حسب العارفين أخطاء صغيرة في عملية الإخراج التلفزي لجنازة الملك الراحل الحسن الثاني.
صدفة قادت فيصل العرايشي إلى القطب العمومي ليصبح قريبا من أعلى السلط في البلاد ولتفتح خطوط الهاتف بينه وبين مستشاري الملك ، وليتحول فيما بعد لإمبراطور التلفزيون في المغرب الحاكم بأمره في “دارالبريهي” يوجه بروجيكتورات كاميراته على البعض ، ويصبغ العتمة على البعض الآخر.
رغم التطورات الكبيرة التي أحدثها في التلفزة المغربية ظل باستمرار فيصل العرايشي يحصد غضب المشاهد المغربي ، وخلقت برامجه خصومات كثيرة مع المشاهد المغربي ، ساهمت بشكل كبير في هجرة المشاهدين لوجهات متعددة …وحده المشاهد المغربي الذي لايملك إمكانية الانفتاح على قنوات دولية وعربية من “يعتقله” العرايشي لمشاهدة شبكة برامجه وعلى مضض.
مؤخرا أراد العرايشي الذي بدون شك يقترب موعد إزاحته من على كرسي القطب العمومي السمعي البصري المغربي ، أراد إحداث تغيير كبير في وجه هذا القطب في أفق تشكيل هولدينغ عمومي جديد في العامين القادمين مشكل من مجموعة من الشركات، الموزعة عبر المهن والخدمات، (النشر والبث التلفزي والإشهار)، وهي الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، و”صورياد دوزيم”، وميديل (اندماج بين ميدي 1 تيفي وإذاعة ميدي 1)، والشركة الوطنية للإنتاج السمعي البصري، والشركة الوطنية للبث التلفزيوني، وSNRT News، ووكالة إشهارية.
هولدينغ إعلامي عمومي في حاجة إلى إطار قانوني جديد…وفي الحاجة أيضا الى روح جديدة ودماء جديدة ومسؤولين جدد بحجم المرحلة وحجم المتغيرات التي تحدث في قطاع حيوي وكبير .
.