وجد والي بنك المغرب عبد اللطيف الجواهري نفسه أمام موجة من الردود الحزبية المنتقدة والمعترضة ، مباشرة بعد صدور الفيديو الذي يتحدث فيه عن دور الأحزاب السياسية التي ترفع سقف وعودها للمواطنين دون أن تستطيع الوفاء بها ، معتبرا ذلك إساءة للمؤسسات حيث يفقد المواطن حسب تعبير الجواهري “الثقة في كل المؤسسات” واصفا الأحزاب السياسية “بالباكور والزعتر” .
حزب التجمع الوطني للأحرار اختار أن يصدر بلاغا رسميا نشره على الموقع الالكتروني للحزب اعتبر فيه تصريحات والي بنك المغرب بعيدة كل البعد عن مهام مؤسسة بنك المغرب، وعن واجب التحفظ الذي يقيد عمل رئيسها ومهامه، وينأى به عن الخوض في القضايا السياسية.
بلاغ حزب أخنوش اعتبر أن تصريحات والي بنك المغرب بتصريحات تسيء للأحزاب السياسية، وتهين الفاعلين السياسيين وتقوض البناء المؤسساتي للمملكة، وتضرب في العمق الخيار الديمقراطي ، مستغربا سياق هذه التصريحات “الغريبة” عن مؤسسة بنك المغرب و مجال تدخلها ، ويعتبر ذلك انحراف غريب وغير مبرر في سلوك رئيس هذه المؤسسة العريقة.
الكاتب الأول لحزب الاتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية ادريس لشكر الذي اختار الرد على والي بنك المغرب بالصوت والصورة دعا الأخير إلى الاهتمام بوظيفته وما تقدمه الأبناك التي هو مسؤول عنها للمواطنين من خدمات، وبأي ثمن وما تقدمه من قروض للشباب وبأي فائدة؟ موضحا، أن دولا في شمال إفريقيا، تقدم مؤسساتها البنكية، قروضا للشباب بصفر بالمائة كفائدة.
لشكر اعتبر خروج الجواهري ضربا في مصداقية الأحزاب وفي الثقة في مؤسساتها وبرامجها، دونما تقدير للحظة السياسية التي تمر منها بلادنا ، والمقبلة على مسلسل انتخابي يعول عليه لتكريس الاختيار الديمقراطي في المغرب الذي تعد المشاركة الانتخابية والتعددية الحزبية إحدى عناوينه البارزة يقول لشكر .
نبيل بن عبد الله أمين عام حزب التقدم والاشتراكية لم يترك أيضا المناسبة تمر دون أن يرد عبر الصوت والصورة على عبد اللطيف الجواهري معتبرا أن تعميم والي بنك المغرب الأحكام على كل الاحزاب السياسية فيه حيف كبير ، فهناك حسب بن عبد الله الاحزاب التاريخية والمناضلة والمتشبتة بقراراتها ومصداقيتها ، مشيرا إلى أن والي بنك المغرب مطالب باحترام الأحزاب السياسية ومكانتها الدستورية .
وفي الوقت الذي انتقد قادة الأحزاب الثلاثة والي بنك المغرب ، كان لنائب الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، سليمان العمراني رأيا آخر إذ اعتبر أن اعتذار الجواهري عن “زلته” اللسانية يجعلنا لا نعطي للموضوع أكثر من حجمهّ، مضيفا أن والي بنك المغرب وبالنظر إلى موقع مسؤوليته ما كان له أن يستعمل تلك التعابير في التعليق على وضع حزبي وسياسي له ما له، وعليه ما عليه، لكن ذلك لا يعني أن هناك سلوكات وتصرفات في المشهد السياسي لا تساءل ثقة المواطن في الأحزاب كالقاسم الانتخابي مثلا.