الرئيسيةالمجتمعبالمؤنث

“خديجة الكور توجه نداءً إلى شباب المغرب بمناسبة اليوم الدولي للشباب: لا لليأس والاستسلام، نعم للمبادرة والتغيير

عليكم مسؤولية تجديد المشهد السياسي الوطني المعطوب و إعادة ثقة المواطن في قدرتنا على كسب رهان المغرب الممكن والمأمول

يذكرنا هذا اليوم المميز، الذي نحتفي فيه مع العالم باليوم الدولي للشباب ،أنكم عماد حاضر الوطن و مستقبله.

إن هذا الاحتفال ليس مجرد ذكرى عابرة، بل هو اعتراف عالمي  بالدور المحوري للشباب في بناء عالم افضل و تأكيد أن   الشباب يشكل قوة دافعة للتغيير  لا يمكن الاستغناء عنها ونبض الحياة في أي مجتمع يسعى نحو التقدم.

 إن المغرب في ممارسة متفردة في العالم يحتفل بشبابه  مرتين:  بمناسبة اليوم الدولي للشباب و العيد الوطني للشباب في ذكرى ميلاد صاحب الجلالة الملك محمد السادس في 21  غشت و هو تميز  يبرهن على المكانة الخاصة التي يعطيها بلدنا لشبابه من خلال الربط بين حيوية الشباب ورمزية القيادة الملكية و التاكيد على أن  مستقبل الوطن مرتبط بتظافر جهود شباب طموح تحت قيادة  ملك حكيم.

إن هذا الربط يترجم الاعتراف بأن الشباب ليسوا فقط أرقامًا أو فئة عمرية، بل هم عماد الوطن، وحاملوا هويته وصناع طموحه الجماعي.

وقد كرّس جلالة الملك في جل خطبه ورسائله المتعددة مكانة الشباب كمحرك رئيسي للتنمية والتقدم و عبر في أكثر من مناسبة عن ثقته في الشباب مرافعة  التغيير وبناءالمستقبل الواعد. 

 إن العالم يحتفل  اليوم بالشباب  تحت شعار ذو دلالة عميقة: «العمل المحلي للشباب من أجل تحقيق أهداف التنمية المستدامة وما بعدها» وهي دعوة أممية صريحة تضع الشباب في صلب تحقيق الأهداف السبعة عشر لمخطط أهداف التنمية للاللفبة. 

وقد عبر المغرب من خلال انضمامه لهذا المخطط و للميثاق الافريقي للشباب على عزمه على بناء مستقبل افضل لشبابه وضمان انخراطهم في تحقيق  أهداف التنمية المستدامة، كالقضاء على الفقر، وتوفير تعليم ذي جودة، وتأمين خدمات صحية شاملة، وتعزيز المساواة بين الجنسين، وحماية البيئة، وبناء مجتمعات قائمة على السلام 

إنكم يا شباب المغرب تمثلون فاعلون لا غنى عنكم لتحقيق التغيير المنشود. فمشاركتكم في الفعل في أحيائكم وقراكم ومدنكم و في الجمعيات و الأحزاب و النقابات و للفن و الابداع و في الإعلام و مواقع التواصل الاجتماعي تشكل االسلوك الامثل لتغيير واقع الحال والرد القوي على مبادرات الاحباط التي تستهدفكم .

لقد كان الشباب المغربي على الدوام حاضرا و صانعا لملحمات الوطن في أوراش التنمية وحدث المسيرة الخضراء و الربيع العربي وكان و لايزال في مقدمة المطالبين  بالتغيير   من أجل الديموقراطية و الحرية و حقوق الانسان و العدالة الاجتماعية و المجالية و صون كرامة المواطن  و سباقا لحمل راية الوطن عاليا في المحافل الدولية .

إن دعوتكم اليوم للمشاركة السياسية في الترشح و التصويت  هي نداء للشباب للانخراط  الفعلي و الواسع و الناجع لتجاوز اعطاب الحاضر و صنع مستقبل افضل للمجتمع برمته لأنكم تملكون القدرة على الفعل و نقع عليكم مسؤولية تجديد المشهد السياسي الوطني المعطوب و إعادة ثقة المواطن في قدرتنا على كسب رهان المغرب الممكن و المأمول.

وفي عالمنا الرقمي الذي يتطور باستمرار و الذي تجيدون استعمال أدواته يجب ان تكونوا  صوتا لايخفت لفضح الفساد  و التنويه  بالمبادرات  الجادة و المساهمة في التثقيف السياسي للمواطن و بناء المواطنة الحقة  و الابتكار الاجتماعي والتعبئة المجتمعية لبناء مغرب أكثر عدلًا  و إنصافا  فالأدوات الرقمية هي القوة التي تمكّنكم من إسماع أصواتكم وتعزيز تأثيركم.

إن المغرب في حاجة اليوم أكثر من أي وقت مضى لشباب  فاعل و موثر و صانع للتغيير  فوسط التحديات السياسية و الاقتصادية والاجتماعية والبيئية التي تواجهنا، أصبح دوركم أكثر حيوية من أي وقت مضى. فلا يمكنكم أن تبقوا مجرد ملاحظين و مستنكرين لواقعكم بل يجب أن تتحولوا لبناة المغرب الحديث، 

التحديات و الإكراهات كبيرة  لكن قوتكم وعزيمتكم أكبر وأقوى ولتكن هذه المناسبة و هذا النداء مصدر إلهام و تجدد و ثقة.

لكم الكلمة، ولكم الفعل، فاكتبوا صفحة جديدة من تاريخ وطننا العزيز و لاتتركوا لأحد إمكانية مصادرة حلم ملك و شعب في بناء مغرب الكرامة و العدالة و الانصاف 

مع أسمى عبارات الثقة والأمل،

 خديجة الكور فاعلة مدنية و سياسية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى