الإقتصادالبلدالجهاتالرئيسية

عادل الفقير يقود ثورة صامتة داخل مطارات المغرب: رؤية جديدة وطموحات عالمية

منذ ديسمبر 2024، بدأت ONDA في تطبيق خطة استراتيجية ثلاثية الأبعاد: تحديث البنى التحتية، تحسين تجربة المسافر، والتحول المؤسسي بإشراك جميع المتدخلين (الأمن، الجمارك، النقل)

منذ تعيينه على رأس المكتب الوطني للمطارات (ONDA) بظهير ملكي في يونيو 2024، فتح عادل الفقير صفحة جديدة في تاريخ هذه المؤسسة الحيوية التي تلعب دورًا استراتيجيًا في ربط المغرب بالعالم.

برؤية طموحة وإصلاحات عميقة، انطلق المدير العام الجديد في إعادة هيكلة شاملة، واضعًا نصب عينيه هدفًا واحدًا: تأهيل المطارات المغربية لتصبح منصات حديثة بمواصفات عالمية، قادرة على استيعاب النمو المتسارع لحركة الطيران واستحقاقات كبرى أبرزها كأس العالم 2030.

رؤية مطارات 2030: خارطة طريق طموحة

في ظرف وجيز، أعلن الفقير عن خطة استراتيجية تحمل عنوان “رؤية مطارات 2030”، تستهدف تحويل ONDA من مؤسسة كلاسيكية إلى فاعل دولي يواكب تحديات العولمة ومتطلبات المسافرين العصريين.

وتتضمن هذه الرؤية مشاريع كبرى، أهمها:

  • مضاعفة الطاقة الاستيعابية لمطار محمد الخامس بالدار البيضاء من 14 مليون إلى 35 مليون مسافر سنويًا بحلول 2029، ليصبح منصة إقليمية بين أوروبا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية.
  • توسيع وتحديث مطارات فاس، مراكش، أكادير وطنجة لمواكبة الارتفاع القياسي في عدد الرحلات والمسافرين.
  • إدماج أحدث التقنيات الرقمية في جميع مراحل السفر، من الحجز إلى الإركاب، بهدف تحسين تجربة المسافر وضمان سلاسة الإجراءات.

إصلاحات هيكلية وتنظيمية

أدرك الفقير أن نجاح أي تحول مؤسساتي يبدأ من الداخل. لذلك، أطلق عملية إعادة هيكلة شاملة للمصالح الداخلية بالمطارات، شملت تغييرات إدارية وتنظيمية طالت مطارات محمد الخامس، مراكش، طنجة وأكادير، مع استقطاب كفاءات جديدة لضخ دماء شابة في المرفق.

ولم يغفل عن العنصر البشري، حيث أحدث مركز تكوين جهوي نموذجي لتأهيل الموارد البشرية والرفع من كفاءاتهم، مكرسًا بذلك قناعة راسخة بأن العنصر البشري هو حجر الزاوية في أي إصلاح ناجح.

 

نتائج تشغيلية ملموسة وأرقام قياسية

بدأت ثمار الإصلاح تظهر بجلاء، حيث شهدت المطارات المغربية خلال سنة 2024 نموًا غير مسبوق في حركة النقل الجوي بنسبة 21% مقارنة بعام 2023، متجاوزة بذلك الأرقام المسجلة قبل جائحة كورونا.

كما حقق المكتب نتائج مالية إيجابية، عكست حسن تدبير الموارد وتعزيز النجاعة، في وقت تحسنت فيه مؤشرات رضا المسافرين بفضل تطوير مرافق الاستقبال وإدماج أنظمة رقمية حديثة.

 

من مكتب إداري إلى فاعل استثماري

في إطار طموح أكبر لجعل ONDA رافعة للتنمية، كشف عادل الفقير عن خطة لتحويل المكتب إلى شركة مساهمة، ما سيمكنه من جذب استثمارات كبرى وتمويل مشاريع توسعة وتجهيز، مع الحفاظ على التزامات المؤسسة تجاه الدولة والمواطنين.

ويمثل هذا التحول خطوة جريئة لتسريع تنفيذ الاستراتيجية الوطنية، وضمان تموقع المغرب كمحور جوي إقليمي. 

قيادة بخبرة دولية

يجمع عادل الفقير بين الخبرة التقنية والرؤية التسويقية، مستفيدًا من مساره المهني الغني الذي قاده سابقًا إلى إدارة المكتب الوطني المغربي للسياحة (ONMT) ما بين 2018 و2024، حيث أطلق استراتيجية “Light in Action” التي أعادت المغرب إلى دائرة الضوء السياحي العالمي.

كما راكم خبرات قيادية في مؤسسات دولية مثل Coca‑Cola لشمال وغرب إفريقيا، ما منحه رؤية شمولية في تدبير مؤسسات كبرى، تجمع بين الفعالية الاقتصادية والانفتاح على التحولات الرقمية.

 

الخلاصة: نحو مطارات بمواصفات عالمية

بين الرؤية الاستراتيجية والإصلاحات الجريئة والنتائج الملموسة، نجح عادل الفقير في وضع المكتب الوطني للمطارات على سكة جديدة، تجعل منه نموذجًا في التسيير والتطوير. ومع اقتراب المغرب من مواعيد كبرى، خاصة كأس العالم 2030، يبدو أن ONDA بقيادة الفقير مستعدة لتحمل التحدي وتحويل المطارات المغربية إلى واجهات مشرقة تليق بصورة المملكة على الصعيد الدولي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى