
دعا رشيد بنعلي، رئيس الكونفدرالية المغربية للفلاحة والتنمية القروية “كومادير”، إلى وقف تسييس قطاع الفلاحة المغربي وتحميل الفلاحين، خاصة الصغار والمتوسطين، مسؤولية أزمات خارجة عن إرادتهم، مشددًا على أهمية التعامل مع القطاع كأولوية استراتيجية وطنية تحقق الأمن الغذائي والاجتماعي.
وأوضح بنعلي، خلال ندوة صحفية يوم الخميس 28 ماي 2025 بسلا، أن الفلاح المغربي يعاني من الجفاف، وارتفاع تكاليف الإنتاج، وعبء الديون، وتقلبات الأسواق.
كما انتقد استغلال الفلاحين في التجاذبات السياسية، ودعا إلى إصلاح قنوات التوزيع والتسويق لتقليل عدد الوسطاء والمضاربين الذين يتسببون في اختلالات السوق.
وفي سياق حديثه عن استيراد المواشي واللحوم الحمراء، وصف بنعلي النقاش الدائر بـ”المزايدات التي تشيطن الفلاح”، موضحًا أن الرسوم الجمركية المرتفعة كانت تعيق استيراد اللحوم، مما أدى إلى تراجع القطيع الوطني.
وأكد أن حذف الرسوم الجمركية أو تحملها من ميزانية الدولة كان ضرورة لضمان أسعار منطقية.
كما شدد على ضرورة تصحيح المفاهيم المغلوطة حول الدعم العمومي، مشيرًا إلى أنه يغطي فقط جزءًا محدودًا من التكاليف الحقيقية، ولا يعكس حجم الأعباء التي يتحملها الفلاحون. وأضاف أن دعم القطاع يتم وفق معايير دقيقة ويخضع لمراقبة صارمة.
وأشار بنعلي إلى أهمية حماية الفلاحين من الضغوطات السياسية والاقتصادية، داعيًا إلى تبني مقاربة تشاركية لدعم القطاع الفلاحي وتعزيز مكانته كركيزة للأمن الغذائي والاستقرار الاجتماعي في المغرب.