الرئيسيةثقافات وفنونمنوعات

كتاب “المكرفون يتحرر” : الحلقة 4..الجيل الأول من الإذاعات الخاصة

تعيد “البلد” نشر كتاب “المكرفون يتحرر ..تجربة من الداخل”  للاذاعي والكاتب احمد علوة ، وهو الكتاب الاول من نوعه الذي يكتبه اذاعي مغربي خبر العمل في الاذاعة الوطنية ثم واكب تحرير القطاع السمعي البصري من خلال اشتغاله باذاعة خاصة تزامنا واطلاق الاذاعات الخاصة بالمغرب سنة 2006

 

الحلقة 4…الجيل الأول من الإذاعات الخاصة

 

في 17 من شهر ماي 2006 نظمت الهيأة العليا للاتصال السمعي البصري حفلا تاريخيا بالرباط يتعلق بتوقيع دفاتر تحملات المتعهدين السمعيين البصريين الخواص الجدد في المغرب.

الحفل الذي شكل آنذاك مرحلة مهمة نحو التأسيس لخطوة إعادة تشكيل وتطوير المشهد السمعي البصري في المغرب ،حضرته العديد من الشخصيات والضيوف .وكان نجومه الكبار الممثلين القانونيين للإذاعات الخاصة المستفيدة من الرخص الأولى، وهم سبعة أشخاص نذكرهم للتاريخ :عبد الرحمان العدوي ،رشيد الحايك ،كمال لحلو ،عبد المنعم الديلمي ،محمد لعروسي ، يونس بومهدي ،التهامي الغرفي دون أن نغفل بيير كازالتا الذي كان يمثل التلفزة الخاصة المرخص لها بالبث عبر الساتل انطلاقا من المغرب .

كان الحفل بطقوسه الرسمية التي مر بها يمهد  لثورة أنيقة سيعرفها الإعلام المغربي فيما بعد ،وقد كان هذا الإحساس يخالج جل مسئولي هذه الإذاعات ،وهم في الواقع الصناع الفاعلون الحقيقيون لهذا التحول الكبير ، وشخصيا أعتبر مسئولي الجيل الأول من الإذاعات الخاصة في المغرب المناضلين الكبار لاعتبارات عديدة ومتعددة ،من بينها

       أولا :

هذه المغامرة الكبرى التي قبلوا ركوبها رغم الرؤية غير الواضحة آنذاك، حتى و إن كانت رغبة الدولة  تحرير القطاع الإذاعي، فإنها لم تكن تريد التفريط كليا في هيمنتها على المجالات السمعية البصرية .

ثانيا :

إن المغامرة المادية الغير محسوبة حيث  الدخول للاستثمار في قطاع جديد وطارئ في البلاد ومفتوح على المجهول ،هو في حد ذاته “انتحار مالي” كما يقال، خاصة لدى المؤسسات الجديدة والمحدثة ،والتي ليست لها خبرة في هذا المجال .

انطلاقا من هذا الزاوية، كنت وما أزال أحيي هؤلاء الرجال وأعتبرهم اللبنة الأساسية التي فتحت لنا كإعلاميين إمكانية التطور ومنحت للمغاربة جميعا حق الولوج المنصف لخدمات إعلامية سمعية متنوعة دون ان نتحدث عن خدمة متكاملة في الوقت الراهن ، والحال أن الدولة نفسها التي بسطت يدا قصيرة نحو تحرير الإذاعات لم تبسط يدها بالمرة أمام التلفزيونات حيث لا يزال المغاربة يمنون النفس بتحرير كامل ومتكامل  يحترمهم ويحترم التنوع الثقافي واللغوي الذي يميزهم ويمنحهم خصوصياتهم عن عدد من الشعوب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى