جوائز الأوسكار.. منافسة محتدمة بين “أنورا” و”كونكلايف”

سيكون التشويق على أشد ه الأحد في احتفال توزيع جوائز الأوسكار، إذ يتنافس الفيلم التراجيدي الكوميدي “أنورا” وفيلم التشويق البابوي “كونكلايف” على جائزة أفضل فيلم، بعد الجدل الذي قضى على فرص “إميليا بيريز”.
وكان فيلم جاك أوديار الأوفر حظا في كسب سباق الأوسكار عند إعلان الترشيحات، ولكن ما لبث ن ب ش تغريدات عنصرية قديمة لبطلته أن قضى على آماله. وأدى ذلك إلى خلط الأوراق، ما جعل الغموض في شأن احتمالات الفوز سيد الموقف.
وقال المعلق في مجلة “هوليوود ريبورتر” سكوت فينبرغ لوكالة فرانس برس “لا أعتقد أن أحدا يستطيع أن يتوقع بصدق” من سيفوز بالجائزة الكبرى.
ولاحظ أن فريقي “أنورا” و”كونكلايف” يشعران بالتوتر أكثر مما بالثقة، “وهذا يعكس شراسة المعركة”.
ويتناول “أنورا” الذي أخرجه شون بيكر قصة راقصة تعر من نيويورك تتزوج من ابن أحد الأثرياء الروس، قبل أن تصاب بخيبة أمل قاسية بسبب احتقار أقارب زوجها لها من منطلقات طبقية.
وهذا الفيلم الذي يصح تشبيهه بقصة سندريلا العصر الحديث هو الأكثر فوزا بجوائز قبل استحقاق الأوسكار. فبالإضافة إلى نيله سعفة مهرجان كان الذهبية، حصد جوائز نقابات المخرجين والمنتجين وكت اب السيناريو الهوليوودية، وكذلك جمعية النقاد الأميركيين.
لكن “كونكلايف” الذي يتناول صراعات السلطة أثناء انتخاب بابا جديد في الفاتيكان، خرج ظافرا من احتفال توزيع “ساغ أووردز”، أي جوائز نقابة الممثلين الهوليوودين الذين يشك لون القسم الأكبر من الهيئة الناخبة في أكاديمية الأوسكار.
وذكر فينبرغ بأن كل الأفلام التي شك ل فوزها بجائزة أوسكار أفضل فيلم مفاجأة خلال الأعوام العشرين الأخيرة، على غرار “شكسبير إن لاف”، و”باراسايت” و”كودا”، حصلت قبل ذلك على جائزة نقابة الممثلين.
ويخوض “كونكلايف” السباق بالتزامن مع المشاكل الصحية التي يعاني منها البابا فرنسيس في الوقت الراهن، وبرز الأداء المتقن للممثل رالف فاينز في تجسيده شخصية الكاردينال المعذب.
ولاحظ عضو في الأكاديمية صو ت لصالح “كونكلايف” لوكالة فرانس برس إنه “فيلم أكثر تقليدية ، وأكثر ملاءمة لفئة أفضل فيلم”.
وأعرب هذا الناخب الذي طلب عدم كشف اسمه، عن إعجابه أيضا بفيلم “ذي بروتاليست”.
ويؤدي أدريان برودي في الفيلم دور مهندس معماري ناج من الهولوكوست، يهاجر إلى الولايات المتحدة. وهذا الدور يجعله المرشح الأوفر حظا للفوز بجائزة الأوسكار لأفضل ممثل، وهي الجائزة التي سبق أن نالها عام 2003 عن فيلم “ذي بيانيست”، حيث جس د شخصية فنان يواجه المحرقة.
لكن تيموتيه شالاميه قد يحرمه شرف الانضمام إلى نادي الفائزين المزدوجين الذي سبقه إليه مارلون براندو وجاك نيكلسون، لأن الممثل الشاب يؤدي دور بوب ديلان ببراعة في فيلم “ذي برفكت سترينجر”.
وقد يصبح شالاميه الذي لا يتجاوز عمره 29 عاما أصغر من يفوز بجائزة الأوسكار لأفضل ممثل، محطما ببضعة أشهر الرقم القياسي الذي يحمله… أدريان برودي نفسه.
ورأى فينبرغ أن بطل “ذي بروتاليست” هو “الاختيار الأكثر أمانا”.
ولكن لكي يختاره أعضاء الأكاديمية، ينبغي أن يكونوا وصلوا إلى نهاية هذا الفيلم الذي تبلغ مدته ثلاث ساعات ونصف ساعة.
وقال الناخب الذي طلب عدم ذكر اسمه إن “البعض كانوا منزعجين من اضطرارهم إلى البقاء في صالة واحدة طوال هذا الوقت الطويل”.
وعلى صعيد الممثلات، تبرز في الأفق معركة بين بطلة “أنورا” ميكي ماديسون والنجمة ديمي مور التي أثارت الإعجاب بأدائها في فيلم “ذي سابستانس” للممثلة الفرنسية كورالي فارجا في دور نجمة هوليوودية سابقة تدمن على على مصل للشباب.
وحصل الفيلم على ترشيحات لخمس حوائز، من بينها تلك المخصصة لأفضل فيلم وأفضل سيناريو وأفضل إخراج لكورالي فارجا.
لكن فينبرغ توقع أن تشهد هذه الفئة مواجهة ثنائية “وجها لوجه” بين شون بيكر (“أنورا”) وبرايدي كوربيت (“ذي بروتاليست”).
ومن المرشحين أيضا فيها جاك أوديار عن “إميليا بيريز”، لكنه قد يدفع ثمن التعليقات العنصرية والمعادية للإسلام التي كتبتها عبر شبكات التواصل الاجتماعي في الماضي كارلا صوفيا غاسكون، بطلة فيلمه الغنائي عن التحول الجنسي لتاجر مخدرات مكسيكي.
وكانت لإعادة التذكير بهذه التعليقات أثر حاسم على فرص “إميليا بيريز”، رغم كونه مرشحا لـ13 جائزة، وهو رقم قياسي بالنسبة لفيلم غير ناطق بالإنكليزية. وبدا أن فوز زوي سالدانيا بجائزة الأوسكار لأفضل ممثلة ثانوية مرج ح، إذ سيطرت سالدانيا على كل احتفالات توزيع الجوائز السابقة منذ بداية الموسم، كما فعل كيران كولكين بالنسبة إلى جائزة الأوسكار لأفضل ممثل عن دوره في فيلم “إيه ريل بين” A Real Pain، كما أن للفيلم الغنائي فرصة جيدة للفوز بجائزة أفضل أغنية.
أما بالنسبة للبقية، فتبدو احتمالات فوز “إميليا بيريز” غير مؤكدة، حتى في فئة أفضل فيلم أجنبي التي يسعى إليها أيضا الفيلم البرازيلي “آيم ستيل هير”.
ويتولى تقديم الاحتفال للمرة الأولى الفكاهي كونان أوبراين، وسيشهد تكريم رجال الإطفاء وضحايا الحرائق التي اجتاحت لوس أنجليس في يناير الفائت وأسفرت عن مصرع العشرات.
ومن أبرز اللحظات المرتقبة خلال الاحتفال الوصلة التي تحييها المغنية أريانا غراندي من فيلم “ويكد” الكوميدي الغنائي المتمحور على الساحرة في فيلم “ذي ويزرد اوف اوز”.