الدوليالرئيسية

هدنة تلوح في غزة بعد 15 شهرا من الحرب

تبدأ الثلاثاء في قطر جولة أخيرة من المباحثات سعيا للتوصل إلى هدنة بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة فيما ترتسم ملامح وقف إطلاق نار في الحرب المستمرة منذ أكثر من 15 شهرا والتي أوقعت عشرات آلاف القتلى.

وقبل أسبوع من عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، أعلنت الولايات المتحدة التي تقوم بوساطة إلى جانب قطر ومصر بهذا الصدد، أنه من المتوقع التوصل إلى اتفاق هدنة خلال الأسبوع، يتضمن إطلاق سراح رهائن محتجزين في قطاع غزة منذ هجوم حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023.

وقال مصدر مطلع على المفاوضات الثلاثاء إن “جولة أخيرة من المباحثات متوقعة اليوم (الثلاثاء) في الدوحة” موضحا أن اجتماعات الثلاثاء “تهدف إلى وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل المتبقية من الصفقة”.

ويتوقع حضور رؤساء أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية وموفدي الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس المنتخب دونالد ترامب ورئيس الوزراء القطري هذه المباحثات، بحسب المصدر نفسه.

واشار إلى أن “الوسطاء سيجرون مباحثات منفصلة مع حماس”.

وفي هذه الاثناء تواصل إسرائيل شن غارات جوية على قطاع غزة حيث قتل أكثر من خمسين فلسطينيا الإثنين في مدينة غزة وحدها، بحسب الدفاع المدني.

وافاد المتحدث باسم الدفاع المدني محمود بصل وكالة فرانس برس عن “أكثر من عشرين غارة جوية شنتها طائرات الاحتلال استهدفت مدارس ومنازل وتجمعات للمواطنين”، فيما ذكر الجيش إنه يحقق في هذه المعلومات.

في المقابل، أعلن الجيش مقتل خمسة من عناصره الإثنين في معارك في شمال غزة، حيث يتركز الهجوم الإسرائيلي منذ الخريف.

وأعلن بايدن مساء الإثنين أن إسرائيل وحماس “على وشك” إبرام اتفاق هدنة في غزة، وذلك بعد إعلان مماثل لمستشاره للأمن القومي جايك ساليفان.

وقال ساليفان للصحافيين الإثنين “نحن قريبون من التوصل إلى اتفاق وقد يحصل ذلك هذا الأسبوع” مضيفا “أنا لا أقطع وعدا أو أتنبأ ، لكن الاحتمال قائم، وسنعمل على ترجمته واقعا”.

وليست هذه أول مرة تؤكد إدارة بايدن أن اتفاقا بات وشيكا، لكن هذه التصريحات هي الأكثر تفاؤلا التي تصدر عن مسؤولين أميركيين في الآونة الأخيرة.

من جانبها، أكدت قطر بأن محادثات الهدنة في غزة في “مراحلها النهائية” معربة عن أملها في التوصل إلى اتفاق “قريبا جدا”.

ومنذ اندلاع الحرب في السابع من أكتوبر 2023 إثر هجوم شنته حركة حماس على إسرائيل، لم يتم التوصل سوى إلى هدنة واحدة استمرت أسبوعا في نهاية نوفمبر 2023، واصطدمت المفاوضات غير المباشرة التي تجري منذ ذلك الحين بتصلب الطرفين.

لكن المحادثات تكثفت مع اقتراب عودة ترامب إلى سدة الرئاسة في الولايات المتحدة في 20 يناير، وسط ضغوط دولية متزايدة على الطرفين.

توعد ترامب بتحويل المنطقة إلى “جحيم” إذا لم يتم الإفراج عن الرهائن قبل عودته إلى البيت الأبيض.

وأفاد مسؤولون من الطرفين الإثنين عن إحراز تقدم بشأن “نقاط الخلاف المتبقية”، وفق مصدر مطلع على سير المحادثات.

واجتمع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الإثنين بوفد من حماس، فضلا عن موفدين عن بايدن وترامب.

وكان بايدن تباحث الأحد مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، ثم الإثنين مع الشيخ تميم.

وينص المقترح وفق المصدر نفسه، على الافراج في مرحلة أولى عن أكثر من 30 رهينة في مقابل إطلاق سراح مئات المعتقلين الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية.

تتوقع إسرائيل أن يتم الإفراج عن 33 رهينة في المرحلة الأولى من اتفاق الهدنة مع حماس، هم “حالات إنسانية” وممن هم على قيد الحياة، وفق ما أوردت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل”.

وأكد هذا العدد مصدران مقربان من حماس على دراية بالمحادثات لوكالة فرانس برس.

وأضافت الصحيفة في تقريرها أنه “إذا تم تنفيذ المرحلة الأولى، فبحلول اليوم السادس عشر من سريان الاتفاق، ستبدأ إسرائيل في التفاوض على المرحلة الثانية للإفراج عن باقي الأسرى (الجنود الذكور، الرجال في سن الخدمة العسكرية، وجثث الرهائن الذين ق تلوا)”.

وخطف 251 شخصا في الهجوم الذي شنته حركة حماس، لا يزال 94 منهم محتجزين في قطاع غزة، فيما أعلن الجيش عن مقتل أو وفاة 34 منهم. كما قتل في الهجوم 1210 أشخاص، معظمهم من المدنيين، بحسب تعداد لوكالة فرانس برس استنادا إلى بيانات إسرائيلية رسمية.

في المقابل، ق تل أكثر من 46584 ألف فلسطيني، معظمهم من المدنيين النساء والأطفال، في الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة، وفق بيانات وزارة الصحة التي تديرها حماس وتعتبرها الأمم المتحدة موثوقة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى