الدوليالرئيسية

سقوط بشار الاسد ..هل يغتنم الشعب الجزائري الفرصة التاريخية لإسقاط نظام العسكر !

أعاد سقوط نظام بشار الأسد مخاوف الأنظمة العسكرية في الدول العربية والتي من بينها النظام العسكري الجزائري الذي كان حليفا قويا للآلة العسكرية السورية .

سقوط أعتى الأنظمة الديكاتورية العربية قد يشجع المعارضة الجزائرية تحديدا على إعادة رص صفوفها  رغم أنها معارضة تعاني من الانقسامات الأيديولوجية والسياسية، إضافةً إلى غياب استراتيجية موحدة. هناك اختلاف كبير بين الأحزاب الإسلامية، اليسارية، والقومية، مما يقلل من قدرتها على تشكيل جبهة موحدة قادرة على مواجهة النظام.

كما أن السلطات تعمل على احتواء المعارضة أو قمعها من خلال التضييق القانوني والسياسي والاغتيالات .

تركيبة النظام الجزائري

النظام الجزائري قائم على تحالف قوي بين الجيش (المؤسسة العسكرية) وبعض النخب السياسية والاقتصادية.

الجيش يلعب دورًا محوريًا في السياسة الجزائرية منذ الاستقلال، وله سيطرة كبيرة على القرار السياسي. هذا يجعل “إسقاط” النظام ليس مجرد تغيير سياسي عادي، بل تحدٍ مباشر لهيمنة الجيش.

وقد نجحت هذه المؤسسة العسكرية في قمع المعارضة من خلال  الحراك الشعبي الذي انطلق في 2019 والذي كان مؤشرًا قويًا على رفض الشعب للنظام السياسي القائم، ولكنه لم يتمكن من تحقيق تغيير جذري بسبب عدم وجود قيادة واضحة وخطة طويلة الأمد.

مع ذلك، فإن الشعب يبقى العنصر الأساسي الذي يمكن أن يضغط لإحداث تغيير، خاصة إذا تضافرت جهوده مع المعارضة.

وتعول هذه المعارضة المتواجدة في الخارج والداخل على التدهور المستمر للاقتصاد في البلاد التي تعتمد بشكل كبير على عائدات النفط والغاز، في وقت يظل الوضع الاقتصادي متدهورًا، مازاد من  الاستياء الشعبي ،وزادت معدلات البطالة والفقر، حدّ أن صار الشعب يقف في طوابير طويلة من أجل الحصول على المواد الغذائية والماء الشروب .

نفس المعارضة تجد نفسها رغم عدم توحدها أمام فرصة كبيرة لاسقاط نظام الكابرانات بعد أن فقد النظام كل حلفاءه الاقليمين والدوليين ، بدءا من إسبانيا وبعدها فرنسا ثم الدول المجاورة كالمغرب وليبيا ناهيك عن دول الخليج مجتمعة ، في وقت تضعف روسيا  الحليف الكبير لعسكر الجزائر ويفقد قدراته العسكرية في الحرب التي يخوضها ضد أوكرانيا التي يساندها المنتظم الدولي .

في المحصلة المعارضة في وضعها الحالي تبدو غير قادرة على إسقاط النظام العسكري بمفردها بسبب تشتتها وضعف تأثيرها. لكن التغيير قد يكون ممكنًا إذا تضافرت جهود المعارضة مع الشعب وظهرت قيادة موحدة وقوية للحراك الشعبي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى