جماهري يكتب : اِنْسَوْا القنَّبْ الطبي ، وهاكم شوكلاطة ماروخوانا !
الكاتب : عبد الحميد جماهري عن جريدة الاتحاد الاشتراكي
هل أحببتم شوكولاطة .. ماروخا الشهيرة ؟
ستعشقون، إذن ولا شك، شوكولاطة ماروخـــــــــوانا! أو شوكولاطة الكيف التي تعدنا شركة «KYFF» للشوكولاطة، بتسويقها في القريب العاجل، بعد معالجة تصنيعية لمكونات الكانابيديول..
لهذا أعتبر أن الشرط الأول، والذي لا محيد عنه، هو تغيير اسم «الوكالة الوطنية لتقنين الأنشطة المتعلقة بالقنب الهندي» إلى «الشوكالا الوطنية لتقنين السعادة المتعلقة بالقنب الهندي».!
هو شرط إجباري ويكاد يكون واجبا، وغير ذلك فهو تعريف غير دقيق للمهمة الجديدة!
بعد ذلك يجب الاتفاق الوطني العام أن فاتح يونيو المقبل سيكون يوما تاريخيا يعادل تاريخ اكتشاف البينيسيلين.. والأسبرين…
إنه تاريخ تسويق «الشوكيفيين» أي الشوكولاطة المستخلصة من الكيف المغربي القح!
اللعبة مربحة للبائع ومربحة للشاري ..فالبائع لن يشتري المواد القنبية الغالية، بل سيأخذ الشوكولاطة، ومن المحبذ أن تكون هي ماروخا نظرا لارتباطها بالشمال أيام التهريب، وينقع لوحتها في الكانابيدول ثم يستخرجها لتباع بعد إقناع الشباب بشرائها لتصبح في متناول الجميع!
ثالثا، لا بد من إعادة ترتيب لأولويات ومن ذلك : إخراج 600 ألف نسمة من الفقر وإدخالهم مباشرة إلى النشوة!
ما لا يمكن إغفاله أننا في الاستعمال سنساير العصر: لن نحمل معنا العدة الضرورية، صرة البلاستيك التاريخي، المزود الهندي، السبسي، طابا واللوحة الضرورية للقص والسكين وأعواد الثقاب… كل ذلك انتهى، وجاء عصر الشوكولاطة والمزاج والجو والناس الأنتيكة وأطفالنا سيعلنون بداية طفولة الماريجوانا البنية الشوكلاطية..
لست أدري إن كانت التجارة الجديدة ضمن مقترحات التوصيات الصادرة عن منظمة الصحة العالمية المنعقدة في فبراير2020 حيث تمت إزالة القنب الهندي من الجدول الرابع للمواد المخدرة ذات الخصائص الشديدة الخطورة، والتي ليست لها قيمة علاجية..
ولكن المؤكد أن الشوكولاطة تحل المشكلة بدون الحاجة إلى القيمة العلاجية!
من الاقتصاد الأخضر للقنب الهندي
إلى الاقتصاد البني للون الشوكولاطي!
الشرط الأول، والذي لا محيد عنه، هو تغيير اسم «الوكالة الوطنية لتقنين الأنشطة المتعلقة بالقنب الهندي» إلى «الشوكالا الوطنية لتقنين السعادة المتعلقة بالقنب الهندي».!
من بين كل الأهداف التي أعلنها السيد وزير الداخلية أمام البرلمان لإقناع نوابه بالتصويت أعتقد بأن الهدف الذي تحقق كميا من (لكّماية) وكيفيا من (الكيف) هو الهدف المعلن عنه، «الرفاه العام لدى الساكنة»!
وأي رفاه يقارن برفاه الشوكولاطة المنقوعة في الكيف يا سادة! أي نشاط وأريحية وانشراح وغبطة ..
عندما تمت المصادقة على القانون كان النواب، ومن ورائهم المغاربة، مقتنعين بأن بلادنا ستصبح قبلة لاستثمارات في صناعة الأدوية ومواد التجميل، وتوقعت الدراسة الرسمية تصدير 42 مليار درهم، أييه السي ، من القنب الهندي الطبي.. إذا نحن ضمنا للأوروبيين 10 % من حاجتهم إليه أما إذا ضمنا 15 % منها فإن القيمة سترتفع إلى 63 مليار. درهم ..
الآن سيصلها، بحول لله، بأكل الشوكولاطة فقط !!
تكيف وتخيل!
والآن مع الشوكولاطة لا حاجة إلى كل هذا: لوحة وشوكولاطة مكيفة تريك الملاييير في النهار القهار!
في مثل هذا الشهر من سنة 2021 ناقش البرلمان وصادق على مشروع قانون استعمال القنب الهندي، وبعد 3 سنوات، كنا ننتظر ترسيم هاته الأرقام أو بداية ترسيمها وتهاطل الاستثمارات الطبية، لكن الذي حصلنا عليه هو شوكولاطة بالسائل الهندي!
كل الذين اعتقدوا، لمدة طويلة، أن الشوكولاطة تعويض عن الحب عليهم أن يغيروا رأيهم ابتداء من يونيو القادم: الشوكولاطة تعويض عن.. الكيف! ولعلها، بفعل عبقرية مغربية عصرية، صارت من مشتقات الكيف والحب معا.
ومن شروط النجاح التجاري والاستثمارات الكبرى في إنجاح النموذج التنموي الجديد بفعل أموال الشوكولاطة المعززة بالكيف،
ومن علامات نجاح المنظومة الصحية: فلا صحة بدون شوكولاطة..
الشوكولاطة الجديدة طريقك إلى النيرفانا أيتها الجماهير التي ينقصها الحلم وضاعت منها اليوطوبيا بعد أن تراجع تأثير الإيديولوجيا.
حتى الذين يودون أن يلطفوا من ذنوبهم ويجعلون مذاقا لذيذا لخطاياهم، سيجدون الشوكولاطا أحسن بديل للمعاصي القديمة..
كُول وَتْمَتَّعْ وَتْكَيَّفْ .. ثَلاَثَة فِ واَحِدْ!
الكاتب : عبد الحميد جماهري – بتاريخ : 23/05/2024