تطوان .. احتفالية خاصة تخليدا لشهر التراث 2024
أقيمت، مساء الخميس بمدرسة الصنائع والفنون بتطوان، احتفالية خاصة تخليدا لشهر التراث برسم 2024، الذي أقرته منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة “اليونسكو”، للاحتفاء بالتراث عبر العالم.
وانطلقت هذه الفعالية الثقافية، التي أشرفت على تنظيمها المديرية الإقليمية للثقافة بتطوان بشراكة مع دار الشعر، بافتتاح معرض “خيوط وأنامل” للفنانة التشكيلية لمياء النهاري، والذي يحتفي بالموروث الثقافي المغربي، وخاصة القفطان، الذي تزينت به لوحات المعرض ال30.
وتعرض الفنانة لمياء النهاري في كل لوحة من لوحات المعرض مكونا من مكونات التراث المغربي إلى جانب القفطان، حيث نجد أن اللوحات تتزين بالقفطان والحلي، أو القفطان والزخرفة، أو القفطان والحايك، أو القفطان والتبوريدة، أو القفطان والفروسية.
كما تميزت هذه الاحتفالية بتكريم كل من الباحثة حسناء داود، التي تعد علامة بارزة من علامات الساحة الثقافية بمدينة تطوان، وساهمت في تأثيث المشهد الثقافي في بعديه المحلي والوطني، بفضل ما قدمته من مخطوطات نفيسة وكتب ووثائق تتضمنها المكتبة الداودية وإتاحتها للباحثين.
وتم كذلك تكريم الكاتب والباحث محمد الحبيب الخراز، الذي أصدر الكثير من الأعمال التي قدمت خدمة بحثية جليلة، مكنت جمهور واسعا من الاطلاع على ذاكرة تطوان والمنطقة، من مدن وفضاءات وموسيقى، فضلا عن اشتغاله على ذاكرة الصحافة في شمال المغرب.
وكان للشعر نصيب في هذه الأمسية التراثية التي حضرها جمهور غفير، إذ ألقى شاعر الملحون عبد الحق بوعيون قصائد زاوجت بين الرواية والدراية والابداع والنضال، فيما قدمت الزجالة والحكواتية والفنانة الزهرة الزرييق عرضا شعريا احتفت من خلاله بالحكاية الشعرية الزجلية التراثية، ونجحت في وضعه في قالب فني استخرجت منه فرجة ممتعة، بينما قدم “مجذوب” الزجل، عبد اللطيف بنيحيى، نصوصا زجلية سافرت بجمهور هذه الأمسية إلى سماءات التصوف.
بالمناسبة، أبرز المدير الإقليمي للثقافة بتطوان، العربي المصباحي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للانباء، أن المندوبية ارتأت افتتاح الاحتفاء بفعالية ثقافية تتضمن أربع فقرات، أولها معرض تشكيلي يحتفي بالقفطان المغربي، الذي يعتبر أحد عناصر التراث المادي واللامادي المغربي، والذي تم تسجيله سنة 2022 على قائمة منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) كتراث إسلامي غير مادي.
إضافة إلى ذلك، سجل العربي المصباحي أن برنامج الأمسية ضم قراءات شعرية، وتكريم شخصيتين بارزتين بمدينة تطوان اشتغلتا كثيرا على تيمة التراث المادي واللامادي، ثم اختتام الأمسية بسهرة في فن الملحون، على اعتبار أن المغرب يحتفي هذه السنة بهذا الصنف الموسيقي العريق الذي يعتبر جزءا من التراث اللامادي، والذي أدرج في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية لمنظمة اليونيسكو.
وشدد المندوب الإقليمي للثقافة على أن الوزارة قامت خلال السنتين الأخيرتين بتسجيل أكثر من 40 عنصرا من التراث الوطني في قائمة (الإيسيسكو) كتراث مغربي خالص، لتتصدر بذلك قائمة الدول الأعضاء في المنظمة.
واختتمت الأمسية بحفل فني أحيته فرقة “جوق هواة الملحون” برئاسة الفنانة فاطمة حداد، والذي تم خلاله تقديم روائع الملحون المغربي، وفي طليعتها قصيدة نادرة بعنوان “التطوانية”، من نظم الشيح ادريس بن علي السناني، دفين مدينة فاس، والذي يعتبر من أعلام القرن التاسع عشر.