الدوليالرئيسية

إيران تنفذ هجوما غير مسبوق بمسيرات وصواريخ وإسرائيل تعلن “إحباطه”

نفذت إيران هجوما بمسيرات وصواريخ ليل السبت الأحد في أول عملية مباشرة من هذا النوع تشنها الجمهورية الإسلامية ضد الدولة العبرية، بعد حوالى أسبوعين على قصف القنصلية الإيرانية في دمشق.

ويأتي الهجوم الذي أكدت واشنطن حليفة إسرائيل مشاركتها في التصدي له، في خضم الحرب بين الدولة العبرية وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في قطاع غزة، والتي تثير منذ اندلاعها في أكتوبر الماضي، مخاوف من تصعيد إقليمي واسع النطاق.

وأكد الحرس الثوري الإيراني شن هجوم “بمسيرات وصواريخ” على إسرائيل ردا على القصف الذي نسب الى الدولة العبرية في الأول من أبريل، وأدى الى تدمير مبنى قنصلية طهران في العاصمة السورية، ومقتل 16 شخصا بينهم قياديان وعناصر في الحرس.

وأعلن الجيش الإسرائيلي الأحد في بيان “إحباط” الهجوم مؤكدا اعتراض “99 بالمئة” من الطائرات المسيرة والصواريخ التي أطلقت، بمساعدة حلفاء تتقدمهم الولايات المتحدة.

وقال الجيش “الهجوم الإيراني كما تم التخطيط له من قبل إيران أحبط”، مضيفا “اعترضنا 99 بالمئة من التهديدات نحو الأراضي الإسرائيلية. هذا انجاز استراتيجي مهم”.

وأعلن الرئيس الأميركي جو بايدن في بيان أن واشنطن ساهمت في إسقاط “تقريبا كل” المسيرات والصواريخ التي أطلقتها إيران على إسرائيل.

وشدد على أنه أكد لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في اتصال هاتفي “التزام الولايات المتحدة الثابت أمن إسرائيل”.

وكان المتحد ث باسم الجيش دانيال هغاري قال في وقت سابق إن إيران أطلقت أكثر من 200 مسيرة وصاروخ.

وتزامنا مع الهجوم الذي انطلق من الأراضي الإيرانية، نفذ حلفاء لطهران في المنطقة هجمات ضد إسرائيل، اذ أطلق حزب الله اللبناني صواريخ كاتيوشا في اتجاه هضبة الجولان المحتلة، وأطلق المتمردون الحوثيون في اليمن في اتجاه جنوب الأراضي الإسرائيلية.

وفي مؤشر على انتهاء التهديد الأمني في الوقت الراهن، أعادت إسرائيل فتح مجالها الجوي اعتبارا من الساعة 04,30 ت غ الأحد، بعد إغلاقه تزامنا مع الهجوم، وفق هيئة المطارات المحلية.

كذلك فعل الأردن ولبنان والعراق.

ونددت دول عد ة بالهجوم، وتخوفت من خطورة التصعيد فيما يعقد مجلس الأمن الدولي جلسة طارئة الأحد بناء على طلب إسرائيل، للبحث في العملية الإيرانية.

وذكر بايدن أنه سيدعو قادة مجموعة السبع الأحد إلى تنسيق “رد دبلوماسي موحد” على الهجوم الإيراني “الوقح”.

في المقابل، أعربت الصين عن “بالغ القلق جراء تطو رات التصعيد العسكري في المنطقة وخطورة انعكاساته”، داعية جميع “الأطراف إلى التحلي بأقصى درجات ضبط النفس وتجنيب المنطقة وشعوبها مخاطر الحروب”.

من جهتها، كتبت البعثة الإيرانية لدى الأمم المتحدة عبر “إكس” إن “المسألة يمكن اعتبارها منتهية. لكن إذا ارتكب النظام الإسرائيلي خطأ آخر، فإن رد إيران سيكون أشد خطورة بكثير”.

وطلبت طهران من واشنطن عدم التدخل في هذا التصعيد. وأكدت البعثة الإيرانية “هذا نزاع بين إيران والنظام الإسرائيلي المارق، ويجب على الولايات المتحدة البقاء في منأى عنه”.

وسمع دوي انفجارات فجرا في أجواء القدس، وفق صحافي ين في وكالة فرانس برس، وانطلقت صفارات الإنذار في المدينة. كذلك، أطلقت الصفارات في شمال إسرائيل وفي النقب جنوبا .

وأفادت وكالة الأنباء الإيراني ة الرسمية (إرنا) بأن أكبر قاعدة جوية في النقب تعرضت “لأضرار جسيمة” بعدما أصابتها صواريخ إيرانية ليلا . وقال التلفزيون الرسمي إن “نصف الصواريخ التي أطلقت قد أصابت هدفها بنجاح”.

وأكد الجيش الإسرائيلي وقوع أضرار “طفيفة” في القاعدة. وقال في بيان “من أصل أكثر من 120 صاروخا بالستيا ، اخترق عدد ضئيل جدا الحدود الاسرائيلية… سقط في قاعدة لسلاح الجو في نفاطيم (جنوب) وألحقت أضرار ا طفيفة في منشأة”.

الا أنه أكد أن “القاعدة تواصل عملها ومهامها”، وأن إيران “فشلت” في اعتقادها بأنها “ستشل عمل القاعدة الجوية وستضر بقدراتنا الجوية”.

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو قال مساء السبت إن اسرائيل “مستعدة لمواجهة أي سيناريو دفاعيا كان أو هجوميا “.

وفي وقت مبكر الأحد، أعلن حزب الله اللبناني الذي يتبادل القصف يوميا مع إسرائيل منذ أكثر من ستة أشهر، أنه استهدف بصواريخ الكاتيوشا، قاعدة عسكرية للجيش الإسرائيلي في هضبة الجولان المحتلة، للمرة الثانية خلال ساعات قليلة.

وقال إنه استهدف “المواقع الإسرائيلية نفح ويردن وكيلع في الجولان السوري المحتل بعشرات صواريخ الكاتيوشا”.

الى ذلك، أفادت وكالة “أمبري” البريطانية للأمن البحري بأنها تلقت تقارير مفادها أن “الحوثيين أطلقوا طائرات من دون طيار باتجاه إسرائيل”.

ولفتت إلى أن عملية الإطلاق من جانب الحوثيين تمت “بالتنسيق مع إيران”، مشيرة إلى أن “الموانئ الإسرائيلية تعتبر أهدافا محتملة” للهجوم.

وأتت هذه الإطلاقات بعد ساعات من قيام القوة البحرية للحرس الثوري السبت، باعتراض سفينة حاويات تحمل اسم “ام سي اس أريز” (MCS Aries) “مرتبطة” بإسرائيل قرب مضيق هرمز وعلى متنها 25 بحارا واقتادتها الى المياه الإقليمية الإيرانية.

ودعا البيت الأبيض إيران إلى الإفراج فورا عن ناقلة الحاويات وطاقمها.

ودعا وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس الاتحاد الأوروبي الى إدراج الحرس على قائمة “المنظمات الإرهابية” بعد احتجاز السفينة.

وكان بايدن قطع عطلة نهاية الأسبوع خارج واشنطن وعاد إلى البيت الأبيض السبت لإجراء مشاورات عاجلة مع فريقه للأمن القومي بشأن الشرق الأوسط.

ودانت الدول الغربية الهجوم الإيراني.

واعتبرت باريس أنه “يتجاوز عتبة جديدة” في زعزعة الاستقرار، بينما وصفه رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك بـ”المتهو ر” وأكد أن بريطانيا “ستواصل الدفاع عن أمن اسرائيل”.

وأعلن مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل عبر منصة “إكس”، أن الاتحاد “يدين بشدة” هجوم إيران، منددا بـ”تصعيد غير مسبوق” و”تهديد خطير للأمن الإقليمي”.

ودان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش “بشدة التصعيد الخطير” المتمثل في الهجوم الإيراني.

إقليميا، أعربت الخارجية السعودية عن “بالغ القلق جراء تطورات التصعيد العسكري في المنطقة وخطورة انعكاساته”، داعية جميع “الأطراف إلى التحلي بأقصى درجات ضبط النفس وتجنيب المنطقة وشعوبها مخاطر الحروب”.

بدورها، أكدت مصر عبر وزارة خارجيتها أنها على “اتصال مباشر بكل أطراف النزاع لمحاولة احتواء الوضع”، محذرة من “خطر توسع إقليمي للنزاع”.

وقال متحد ث باسم البعثة الدبلوماسية المالطية الى الأمم المتحدة التي تتولى رئاسة مجلس الأمن في أبريل إن المجلس سيعقد اجتماعا الأحد الساعة 16,00 (20,00 بتوقيت غرينتش) بطلب من إسرائيل.

ويأتي هجوم طهران في سياق وتيرة متصاعدة من التوتر والعداء بين إيران وإسرائيل، منذ اندلاع الحرب في قطاع غزة في السابع من أكتوبر.

وخلفت الحرب آلاف القتلى والجرحى ودمارا واسعا وأزمة إنسانية حادة في القطاع أوصلت سكانه البالغ عددهم 2,4 مليون شخص إلى حافة الجوع، بحسب تقديرات الأمم المتحدة.

وتستمر الحرب من دون أفق للتهدئة.

فقد أعلن جهاز الاستخبارات الخارجية الإسرائيلي (الموساد) الذي يتولى المفاوضات مع حماس بهذا الشأن، الأحد أن الحركة رفضت مقترح الوسطاء لهدنة تشمل الإفراج عن الرهائن في القطاع وإطلاق معتقلين فلسطينيين.

وقال الموساد إن “رفض المقترح… يظهر أن (رئيس المكتب السياسي للحركة في غزة يحيى) السنوار لا يريد اتفاقا انسانيا ولا عودة الرهائن، ويواصل استغلال التوتر مع إيران” ويسعى الى “تصعيد شامل في المنطقة”.

وكانت حماس قد أكدت ليل السبت أنها ردت على المقترح، وأعادت تأكيد مطالبها القائمة على “وقف دائم لإطلاق النار وانسحاب الجيش (الإسرائيلي) من كامل قطاع غزة وعودة النازحين الى مناطقهم وأماكن سكناهم وتكثيف دخول الإغاثة والمساعدات والبدء بالإعمار”.

وينص مقترح الوسطاء على إطلاق سراح 42 رهينة إسرائيلية في مقابل إطلاق سراح 800 إلى 900 فلسطيني تعتقلهم إسرائيل، ودخول 400 إلى 500 شاحنة من المساعدات الغذائية يوميا وعودة النازحين من شمال غزة، إلى بلداتهم، بحسب مصدر من حماس.

واندلعت الحرب في السابع من أكتوبر مع شن حركة حماس هجوما غير مسبوق على جنوب إسرائيل أوقع 1170 قتيلا غالبيتهم مدنيون، حسب تعداد أجرته وكالة فرانس برس يستند إلى أرقام إسرائيلية رسمية.

وتعهدت إسرائيل “القضاء” على الحركة، وتشن عمليات قصف أتبعتها بهجوم بري في قطاع غزة، ما أدى إلى مقتل 33686 شخصا غالبيتهم من النساء والأطفال، حسب وزارة الصحة التابعة لحماس.

وخطف خلال هجوم حماس نحو 250 شخصا ما زال 129 منهم رهائن في غزة، ويعتقد أن 34 منهم لقوا حتفهم، وفق تقديرات رسمية إسرائيلية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى