الموسيقى التصويرية في المغرب .. ثلاثة أسئلة للفنان فتاح النكادي، الفائز بجائزة المهرجان الوطني للفيلم

تكتسي ألحان فتاح النكادي أصالة مغربية فذة. فخلال مسيرته الفنية التي طبعتها مجموعة من روائع الموسيقى التصويرية لأفلام ومسلسلات مغربية خالدة في ري بيرتوار الإنتاج المغربي، من قبيل “وجع التراب” و”صيف بلعمان” و”أبي لم يمت”، استطاع النكادي، وهو أستاذ الموسيقى ( بيانو- صولفيج) بالمعهد الوطني الموسيقي بالدار البيضاء، أن يطوع نوتات الموسيقى ليجعلها تنهل من الهوية الثقافية المغربية.
لم تقف الإعاقة البصرية حاجزا أمام هذا الفنان، الذي يحمل من خلال موسيقاه المتفرج في رحلة بين مقامات موس يقية تعكس الواقع المغربي وتضفي على المشاهد المواكبة لها لمسة شاعرية حينا ودرامية أحيانا عدة.
في حوار خص به وكالة المغرب العربي للأنباء، يسلط الفنان المغربي الفائز بجائزة أحسن موسيقى تصويرية في 23 للمهرجان الوطني للفيلم بطنجة عن فيلم “أبي لم يمت” لعادل الفاضلي، الضوء على واقع الموسيقى التصويرية في المغرب.
1- توجتم مؤخرا بجائزة أحسن موسيقى تصويرية في الدورة 23 للمهرجان الوطني للفيلم بطنجة، كيف تلقيتم هذا التتويج؟ انتظرت هذه الجائزة طويلا، فهي تتويج لعمل تطلب مني الكثير من الوقت واشتغلت عليه بكثير من العاطفة والح ب. حيث إن تأليف موسيقى فيلم سينمائي ليس أمرا سهلا، إذ يجب صنع موسيقى تنسجم مع كل مشهد، وتسا عد المتلقي على الانغماس في المشاهد وإيصال الأحاسيس والمشاعر التي يريدها المخرج.
لذلك سعدت وتأثرت كثيرا بحصولي على هذه الجائزة، وهي خطوة للأمام وأتمنى أن تشكل بداية جديدة للمزيد من العطاء والتألق. 2- كيف تنظرون إلى وضع الموسيقى التصويرية في المغرب؟
وضع الموسيقى التصويرية صعب جدا نظرا لعدم توفر استوديوهات خاصة بتسجيل الموسيقى السينمائية من جهة، وم ن جهة أخرى يمكن أن تتضمن اهتمامات المخرجين أو معرفتهم بالموسيقى واستماعهم لها نوعا من التأثير والتأ ثر السلبي، فقد أضحت أغاني الراب والجاز محط اهتمام الكثيرين دون فهم جيد لها.
كمثال، نجد موسيقى الأفلام المصرية منبثقة من تراثهم الموسيقي ولم يحيدوا عنها، فهناك مثلا عامر الشريعي عمر خيرت ومجموعة من الموسيقيين الكبار الذين يفتخر بهم المصريون .. يقومون بعروض خاصة بموسيقى الأفلام لأنه مؤمنون بتراثهم و بما يرغبون فيه، بل ويقدمون باقة من الموسيقى و الألحان المصرية.
بينما لم نعد نفهم ما يريده المخرجون المغاربة، فإذا اقترحت وضع موسيقى تراثية مع مشهد معين، لا تجد ت جاوبا من طرف المخرج ويطلب موسيقى جاز أو شيء آخر، وهو ما يضع حدا لرؤيتك كموسيقي و لفلسفتك وتجرب تك وما تريد أن تقوله ككاتب جديد للقصة، لأن الموسيقى هي كتابة جديدة للقصة والفيلم.
ومع المخرج عادل الفاضلي كانت هذه المسألة حاضرة، وآمن بي واشتغلنا كثيرا، لأن المخرج كانت له رؤية وا ضحة عن نوع الموسيقى التي يرغب بها، وكان هناك تواصل وثقة كبيرة بيننا. 3- كيف يمكن أن نعكس الهوية المغربية في الموسيقى التصويرية؟
لكي نعكس الهوية المغربية في الموسيقى التصويرية يجب أولا أن نؤمن بها، وأن نؤمن بدور الموسيقي ككاتب، كما يجب أن نؤمن بهويتنا الموسيقية التي تحمل امتدادا مغربيا بكل مكوناته، وبمختلف امتداداته.
أقلال، الركبة، الموسيقى الأندلسية ، الزايان ، الموسيقى السوسية، الطقطوقة الجبلية، فهذه الأشياء كلها لم نشتغل بها بعد ، ولم نستعمل منها إلا القليل، كما أن غياب الإمكانات المادية وضعفها يحول دون إنتاج يرقى لما تزخر به ثقافتنا من تنوع وغنى.