الرئيسيةمنوعات

الكنوز المدفونة في باطن الأرض جن يحرسها.. وفقهاء لاستخراجها!

خاص “البلد”

من قديم الزمان والمغاربة يعيشون مع اعتقاد أكيد أن باطن أرض بلدهم تعج بالكنوز ، وأن تلك الكنوز مرصودة لأشخاص معينين ومحروسة من قبل الجن المكلف بحراستها في المغارات والأطلال والخزائن والحفر
وقد ساعد هذا الاعتقاد المفرط في ظهور شبكات من المتعاطين للسحر الذين يتخصصون في البحث والتنقيب عن الكنوز المرصودة ،كما تعاظمت قصص الحوادث الغريبة وتعددت عمليات النصب والاحتيال على المواطنين في بلد تحول إلى مستودع عجائبي للكنوز.

الاعتقاد السائد كما يزعم فقهاء الكنوز أن استخراجها يجب أن يكون ليلة الخميس من كل أسبوع لأن تلك الليلة ،،ليلة نوم الجان

وقد أصبح من المألوف أن يستفيق ساكنة عدد من هذه المناطق ليكتشفوا حفرة في جوف أحد الأضرحة أو المساكن الفارغة أو حتى داخل مقبرة..وغالبا ما يكون ذلك صباح يوم الجمعة لأن الاعتقاد السائد كما يزعم فقهاء الكنوز أن استخراجها يجب أن يكون ليلة الخميس من كل أسبوع لأن تلك الليلة ليلة نوم الجان.
وبما أن ماتحت باطن الأرض هو ملك للدولة فان استخراج الكنوز عملية تلفها السرية التامة حيث تعتمد شبكات مستخرجي الخبيئة والتي تتكون عادة من الفقهاء (من حفظة القرآن الكريم) على الكتمان ،والتحرك والعمل ليلا حتى لاينكشف أمرهم في المناطق الغريبة والنائية ، وحسب أحد الفقهاء “السوسيين” فان استخراج الكنوز ليس بالعمل الهين بل إن فيه الكثير من الخطورة لمن لامعرفة له ولا دراية له بعلوم الجداول (الحروز) والتعزيم (التعزيم عبارة عن طلاسم يتلوها الفقيه أثناء الحفر) مضيفا أن الباحث عن الكنز ورغم درايته الكبيرة لابد أن يستعين بفريق من الفقهاء كما أن الضرورة تقتضي الاستعانة بشخص يحمل علامة متميزة ويطلق عليه بالشخص “الزوهري” بالإضافة لوصفات متعددة تساعد في الكشف عن الخبيئة ومنها الديك “الافرك” والديك الأبيض …..

لعنة حراس الكنوز

العارفون بأسرار الكشف عن الخبيئة والكنوز هم من لديهم القدرة على تحديد مواقع ذلك ثم استخراجه وقد يتعرض من لادراية له بذلك إلى لعنة الجن حارسها فيقذف به إلى الثلث الخالي كما يقال أو يجعلون منه ذميما ..وكثيرة هي الحكايات التي تؤكد الاختفاء الغامض لساحر لم يلتزم بالمحاذير جهلا أو تقصيرا أو لامبالاة ،وقد ظلت العديد من مثل هذه الوقائع التي لم يوجد لها تفسير في طي الكتمان وظلت حقيقة مايتداول غير مؤكدة بالفعل، وان كان أن بعض الأشخاص عرفوا بالتعاطي لاستخراج الكنوز وأصيبوا بحوادث تبدو شاهدة على هذا الغموض الكبير

الفقيه العارف

الفقيه الملم والعارف بأمور استخراج الكنوز يتكون فريقه من ثلاثة إلى أربعة فقهاء من حفاظ القران الكريم وشخص آخر يتكفل بعملية الحفر ويكون على وضوء، بالإضافة إلى الشخص أو الحيوان المرصود له الكنز ثم المعدات القليلة المكونة من أدوات الحفر وغيرها من المعدات الغريبة التي لايعرفها إلا الفقيه نفسه ، في البدء يرسم الفقيه جدولا في ورقة ثم يضيف إليه خصلة من حرير أو ريش ويبخر الكل بالمقل الأزرق والصندل وهو يقرأ سورة الكهف إلى أن تطير الخصلة نحو المجهول ليبدأ بعد ذلك في تلاوة سور وآيات قرآنية وترديد طلاسم غير مفهومة فيما يتم الاستعانة بالبخور والمسك والعنبر لتهدئة الجان وصرفهم عن المكان الذي توجد به الخبيئة وكل خطأ قد يعرض الجميع إلى الخطر، ويظل أمر اكتشاف فريق الحفر عن الكنوز أثناء العمل ليلا من طرف المارة أو السكان من أغرب مايمكن أن يلف هذه العملية حيث أنه وبالرغم من ارتفاع صوت تلاوة القرآن والطلاسم وتكاثف دخان البخور وقوة صوت الحفر فان لاأحد باستطاعته رؤية أو سماع شئ حتى بالنسبة للمناطق المأهولة .

يزعم فقهاء الكنوز أن استخراجها يجب أن يكون ليلة الخميس من كل أسبوع لأن تلك الليلة ليلة نوم الجان.

“الزوهري”

ماتزخر به بواطن الأرض من كنوز والتي تستنزف من طرف شبكات محترفة في غفلة من الجهات الوصية لاتقتصر فقط على الكنوز والتحف التي لانظير لها من ياقوت ومرجان وذهب وفضة بل تتعداه أحيانا إلى كتب ومخطوطات نادرة تتعرض أمام جهل مستخرجيها بقيمتها إلى التلف والضياع ، ولعل أخطر مافي عمليات استخراج الكنوز هو تعرض الأطفال الذين استعملوا ك “زوهريين” لاستخراج تلك الكنوز فالصحف المغربية حافلة بالقصص والمآسي التي تعرض لها العديد من الأطفال للاعتقاد أن “الزوهري” رصدت له الكنوز وهناك من الفقهاء من يحتاج فقط لقطرة من دم ذلك الزوهري أو إلى عضو من أعضائه وأحيانا لروحه…
فما المقصود من الزوهري؟
الزوهري ذكر أو أنثى تكون راحة يديه ملفوفتان أي أن يكون (خط يقطع راحة يديه عرضا) وكذلك الأمر بالنسبة إلى لسانه والاعتقاد السائد أن هذه العلامات تدل على أن هذا الشخص من أبناء الجن تم استبداله عند مولده ، وهي اعتقادات عرضت الكثير من الأطفال ممن يحملون هذه الصفات للاختطاف والقتل في أحيان كثيرة

باطن الأرض كانت بالنسبة للإنسان منذ الأزل بمثابة بنك وقد اختار الإنسان مند القدم أن يدفن في أعماق الأرض أمواله وأمتعته

باطن الأرض بنك الإنسان منذ القدم

تتفق كل الآراء على أن باطن الأرض كانت بالنسبة للإنسان منذ الأزل بمثابة بنك وقد اختار الإنسان مند القدم أن يدفن في أعماق الأرض أمواله وأمتعته حفاظا عليها من الضياع وكان يرسم خرائط تحدد موقع الخبيئة ويضع علامات أو إشارات مبهمة على المكان وغالبا مايكون ذلك المكان قبرا أو ضريحا لما لهذه الأماكن من قيمة دينية تحظى باحترام الناس
وعن مايتم تداوله بخصوص الجن وحراسته لهذه الكنوز اعتبر الأستاذ مصطفى بوهندي أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة ابن امسيك أن الجن هومخلوق لله تعالى وقد حباه بالعديد من القدرات والخوارق وفي قصص القرآن الكريم حول قدرات عفاريت سيدنا سليمان مايرجح صحة وقدرة الجن على فرض سيطرتهم على الكنوز التي في المقابر والأضرحة والأماكن النائية
وعن حكم استخراج الكنوز بالوسائل التي يستعملها بعض الفقهاء فان ذلك حسب بوهندي حرام لان مستخرجو هده الكنوز يقومون بطقوس تخرج عن الشريعة الإسلامية ككتابة الطلاسم وتقديم الذبائح للشيطان والاستغاثة بهم وكتابة آيات قرآنية بالنجاسة إلى آخره وكلها أمور هي حرام حرام والعياذ بالله يختم بوهندي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى