منير سرحاني : الرواية تنتصر لقيم الانسان.. ليست هناك لحية ملساء
يحاول الكاتب الروائي منير سرحاني عبر هذه الرواية ومن خلال قصة البطلة فاطمة الزهراء مع والدها، أن يرصد بلغة ظلت وفية للشعر واقع التطرف الديني وتأثيراته السلبية على الإسلام دين الاعتدال والوسطية.
ويصف الكاتب بلغة قوية ومقتصدة أصناف العنف “الرهيب” الذي كان يمارسه الأب المتطرف على ابنته ، حيث فرض عليها الحجاب منذ طفولتها وكان يهددها بمنعها عن الدراسة عند اقترافها لأدنى خطأ.
تنقل الرواية، كذلك، مفارقات وتناقضات وازدواجية شخصية الأب العنيف والمرعب داخل البيت والطيب والخدوم خارجه. كما تصور الصراع الداخلي للبطلة التي تشعر أنها “ضائعة في عالم تضل فيه العلاقة بين المقدس والمدنس ضبابية”.
لذلك فإن “ليس هناك لحية ملساء” رواية متعددة الأصوات ، فهي وإن كانت تركز على شخصية فاطمة الزهراء إلا أنها تقدم شخوصا أخرى مختلفة من قبيل صديقة فاطمة الزهراء ووالدها أستاذ الفرنسية المتفتح و المختلف كليا عن شخصية والد البطلة.
وبموت الأب تنهي فاطمة الزهراء فصلا من حياتها المضطربة والممتلئة بالمعاناة، لتنتقل بفضل زوجها و صديقتها المقربة إلى مرحلة أخرى تحاول فيها من خلال الحب أن تعثر على سلامها الداخلي وتشعل لهيب روحها المنطفئ.
وترفض رواية “ليس هناك لحية ملساء” التي استغرق الكاتب في كتابتها أربع سنوات بعنوانها القطعي والحاسم، التطرف الديني بكل أشكاله، لتنتصر للإسلام المتنور والمعتدل أو حسب تعبير الكاتب “دين أمي البسيط والعميق والروحاني”.