دكتور بونوال يكتب : بلاء الغلاء و حكومة “كفاءات” صماء
دكتور يوسف بونوال
عضو المجلس الوطني لحزب الحركة الشعبية
لا حديث اليوم إلا على الإرتفاع الصاروخي للمواد الإستهلاكية الضرورية من خضر و لحوم و فواكه و نحن على أيام معدودات من شهر رمضان الكريم. حديثٌ بكلامٍ مرتفعٍ و صراخٌ بأنينٍ واجهته الحكومة بصمت عميق.
حكومة رفعت شعار “حكومة كفاءات” و فضلت سياسة الهروب الى الأمام و الإختباء وراء حجج ضعيفة. حكومة “كفاءات” حيث الكفاءة عجزت عن نهج سياسات إقتصادية مثينة و عن إتخاذ إحتياطات قبلية و إستباقية من أجل الحد أو تفادي هذا الكساد الإقتصادي و هذا التضخم المالي المُقلقين و اللذين يشكلان لبنات أزمة إقتصادية لها تداعيات إجتماعية مؤلمة خلال هاته السنة نحن في غنى عنها و خصوصا هاته الأيام حيث كثر حُسّادنا و تكالب علينا بعضٌ من جيراننا و خرج من يريد أن يستفزَّنا في توابتنا ضاربا عرض الحائط لتاريخ مشترك و لمصالح مستقبلية.
حكومة “كفاءات” بتوافق ثلاثي هجين فرضته هيمنة عددية تُعتبر رِدّة في المسار الديموقراطي للمغرب.
حكومة لم تكن في الموعد مما يشكل تراجعا خطيرا في مسار التنمية الاقتصادية والاجتماعية للمغرب
حكومة “كفاءات” بتدبير هواة مكتوفة الأيادي عن التخفيف من حدة لسعات إرتفاع الأسعار على جيوب أسر محدودة الدخل و لم تسلم من هاته اللسعات الطبقة المتوسطة و قد أشرفت على الإلتحاق بالطبقة الهشة.
لغة الأرقام الصادرة من مؤسسات رسمية وطنية تنبئ بتفاقم و تأزم الوضع الإجتماعي للمغاربة و بتزايد معدلات الفقر و الهشاشة و نحن بلد تبنى منذ مدة كبيرة مخططات تنموية إقتصادية تارة تحمل لونا أخضرا و تارة لونا أزرقا دون أثر مباشر على جيوب المغاربة.
الفلاحة و الثروة السمكية قطاعان إستراتيجيان مهمان في توفير الشروط الكفيلة لنمو و لتنمية الإقتصاد. قطاعان كانا تحت مسؤولية السيد رئيس الحكومة و لمدة كبيرة و بميزانيات مهمة و بإهتمام أكبر غير أن بطون المغاربة لم تستطع أن تحقق إكتفاءا يليق بما تجود به الأرض و البحر.
الحكومة تتحمل مسؤولية كبرى تجاه الشعب المغربي في ما آل إليه الوضع. مسؤولية سياسية بإمتياز لعجزها أمام الآمال و التحديات و الإلتزامات آلتي رفعتها شعارا رنانا أيام الحملة الانتخابية.
.