الرئيسيةمنوعات

تزامنا وإغلاق الحمامات ،،،لماذا يعشق المغاربة “الحمام” ؟ +صور

 

خاص “البلد”

لماذا ازعج إغلاق الحمامات المغاربة!
سوْال بمشروعية كبيرة يجسد العلاقة الجسدية والروحية التي ربطت المغاربة بهذا الفضاء ؟
فبفارغ الصبر ينتظر العديد من المغاربة إعادة فتح الحمامات والرشاشات،وهو انتظار عسير ،

فكيف نفهم علاقة المغاربة بالحمام ؟

 

سحر المكان وتطهير الجسد والروح

في روايتها “أحلام النساء الحريم” تفرد  الكاتبة والروائية المغربية فاطمة المرنيسي للحمامات الشعبية في المغرب الخاصة بالرجال والخاصة بالنساء مجالا هاما واستثنائيا  باعتبارها أماكن بنكهة وشهوة خاصة حيث تصف في روايتها ما يدور فيها من‪ ‬أحاديث منوعة، شيقة وممتعة بين النساء،باعتبارها أماكن التفرد والعري حيث تفرد النساء مساحات واسعة من وقت الاستحمام لتبادل الأسرار والمسرات والمضرات وتبادل الاستشارات في كل المجالات وبشكل خاص في مايخص الجسد دون طبعا نسيان الغاية الكبرى من ارتياد الحمامات وهي تنعيم البشرة وما يتم تكوينه من أقنعة الوجه المختلفة، المصنوعة‪ ‬بطرق شعبية كلاسيكية، ومن مواد طبيعية محلية مألوفة، تضاهي الكثير من مواد‪ ‬التجميل الحديثة، في تأثيرها على البشرة وجمالها، وأيضا لإزالة النمش وحب‪ ‬الشباب عن الوجه‪.‬

فقد ارتبطت الحمامات في المغرب بطقوس خاصة حيث يكتمل شرط تنقية الجسد مع شرط تطهير الروح والذاكرة في استرخاء يعيد الحيوية ويجدد النشاط ويمنح الشعور بالشباب واليفاعة
وقد دأبت النساء في المغرب على ارتياد الحمامات أسبوعيا مالم يكن المانع “طمثا” في طقس لايتغير حيث تمشي نساء البيت الواحد محملات بلوازم الحمام التي لايمكن أن يكتمل شرط الحمام مالم تتوفر العدة والأدوات المكونة أساسا من الصابون المغربي صابون الطاووس الذي يباع حكرا عند العطارين وليس الصيدليات ثم الحنة المطحونة لغسل الجسد  والطين المغربي الرمادي اللون الذي يباع بدوره عند العطار ويستعمل كقناع لبشرة الوجه مع “ليفة” الصابون المغربية الشهيرة وهي من قماش ناعم وخشن في نفس الوقت ،مع ليمونة  وماء ورد لتقفيل مسام الجسد والبشرة ,,,,,,,وهي جميعها لوازم وأدوات تقليدية توارثتها النساء كما توارثن طقوس الحمامات الشعبية بكل ماتحمل هذه الفضاءات من سحر وغموض المكان

 

الكسال او الكسالة طقس مقدس داخل الحمام

لا تزال  بعض المدن المغربية الى اليوم حريصة في الحفاظ على الحمامات التقليدية‪ ‬العريقة “البلدية” التي‪ ‬تعتمد في تسخين المياه على الخشب كما لا تزال ساكنتها وفية في رسم صورة فريدة عن‪”‬الكسال” و”الكسالة” الذين يتكفلون داخل الحمامات بتكييس ودلك أجساد الزبناء مقابل دراهم قليلة خاصة عندما تتجاوز  مهام الكسالة والكسالة داخل الحمامات تدليك أطراف الزبناء إلى خدمات أخرى   كتخصيص أماكن مناسبة وجيدة داخل ردهات الحمام لزبناء يدفعون أكثر ، إلى توفير المياه ثم السهر على إزالة‪ ‬أوساخ الزبناء، فيما يتكفلن الكسالات في حمامات النساء بمهمة أخرى تتمثل في  تسريح شعر زبوناتهن   إلى آخر مرحلة تحول فيها الكسالة زبونتها إلى “شمعة”

المهنة التي طالما عرفت وضعا رمزيا وماديا محترما في فترة من الفترات بدأت تفقد رونقها لعوامل كثيرة أهمها نقص زبناء الحمامات حيث أصبحت كل البيوت تتوفر على حمامات شخصية ناهيك عن تعرض العديد من الحمامات العريقة للتلف بفعل عامل الزمن دون نسيان المنافسة غير المتكافئة التي خلقتها حمامات عصرية تشتغل بالكهرباء
مصطفى “كسال” قضى تسع سنوات في ممارسة هاته المهنة بأكثر من خمس حمامات بمدينة‪ ‬الدار البيضاء، يقول إن هذه المهنة تمنحه شعورا دائما بالارتياح ولو أنها‪ ‬متعبة وتضعف طاقته باستمرار، ويرجع هذا الارتياح يقول مصطفى ” إلى أني‪ ‬أخدم الرجال بتطهيرهم وخدمتهم طيلة فترة تواجدهم بالحمام، وكما يقال سيد‪ ‬القوم خادمهم، لذا لا أشعر بالخجل وأنا أمارس هذه المهنة الشريفة بالرغم‪ ‬من كون البعض يسخر من كلمة كسال،  بينما عثمان الذي قضى في المهنة سنوات طويلة  فإنه يرى أن مهنته‪ ‬تجعله أطهر خلق الله في الأرض لاسيما أنه دائم الاستحمام، إلا أنه لا يخفي‪ ‬خوفه الدائم من المستقبل، يقول عثمان ” نحن الذين نوفر خدمات جليلة‪ ‬للمستحمين نخاف أن يأتي يوم نجد أنفسنا فيه خارج الحمام، فلا ضمان اجتماعي‪ ‬يمكنه أن يوفر لنا العيش بعد انتهاء مدة صلاحيتنا ولا صحة لنا تمكننا بعد‪ ‬ذلك من الاشتغال في مهنة أخرى، لكن الخوف الكبير هو أن الزبناء أصبحوا في‪ ‬غنى عن خدماتنا، فالزبون الذي سيمنحكم 20 أو 30درهما(أقل من ‪3 ‬دولار) يفضل أن يجلب معهصديقا يؤدي ثمن دخوله للحمام مقابل تكييسه وكذا “تكسيله”، ثم إن البعض‪ ‬أصبح يفضل حمامات الصونا التي تتوفر على مدلكين يعملون بأدوات خاصة في‪ “‬التكسال” وهي عبارة عن مراهم خاصة، أغلبها طبية مستخلصة من الأعشاب، لكن‪ ‬العينة التي تتوجه إلى هناك ميسورة الحال، إذ تؤدي مبالغ مالية مهمة من‪ ‬أجل راحتها‪.‬


حمامات فاس العابقة
وحمامات ألف ليلة وليلة بمراكش

في  المغرب هناك العديد ‪ ‬من الحمامات المتواجدة أساسا بمراكش وفاس وسلا وتطوان وشفشاون  التي تأثرت في بناءها وشكلها بالطراز الأندلسي
وبمدينة فاس تحديدا  الكثير‪ ‬من الحمامات والتي كانت حسب الحسن الوزان أوفر ماء من نظيرتها وتعود بداية بنائها إلى  النصف‪ ‬الأول من القرن الثالث الهجري حيث فترة ازدهار بناء  الحمامات ، ثم ازدادت عددا في عهد المرابطين وتحديدا في عهد يوسف ابن‪ ‬تاشفين مؤسس دولة المرابطين، إذ بدخوله مدينة فاس، أمر بهدم الأسوار التي‪ ‬كانت فاصلة بين المدينتين عدوة القرويين وعدوة الأندلس وصيرهما مصرا‪ ‬واحدا، حصّنهما وأمر ببناء المساجد في شوارعها وأزقتها، وأي زقاق لم يجد‪ ‬فيه مسجدا عاقب أهله، وأمر ببناء الحمامات والأرحاء فكان إنشاء‪ ‬الحمامات من أولويات هذا الأمير إذ ارتبطت ببيوت العبادة لان‪ ‬الدولة المرابطية، كانت دولة دينية وبالتالي فالطهارة هي إحدى أهم أسس‪ ‬الدين الإسلامي الذي قامت عليه


أما في مدينة مراكش فان عدد الحمامات يفوق بكثير عدد الحمامات العريقة الموجودة في المملكة موزعة على أحياء ودروب المدينة بباب دكالة والقصبة وباب أيلان والموقف وبوسكري وهي حمامات تتوحد في هندستها ببناياتها الخارجية المنحدرة وبأبوابها الخشبية الثقيلة المغلفة بالمطاط الصلب وبصالاتها الثلاث المعروفة بأسماء حيث   الصالة الأولى يطلق عليها “بالبارد” والصالة الثانية “الوسطاني” والصالة الثالثة “تافضة” وحيث تزداد درجة الحرارة من صالة إلى أخرى بالتتابع من الداخل إلى الخارج ومحتفظة رغم بنايتها المتصدعة ببخارها المنعش الساحر والعابق الذي يأخذك لأزمنة عابقة
ولأن مدينة مراكش تأبى إلا أن تكون عاصمة الحمامات فإنها ابتكرت عالما سحريا جديدا بقي مخلصا لطقوس الحمامات الأصيلة عنوانه حمامات بخدمة خاصة شبيهة بليالي ألف ليلة حمامات خاصة بالتدليك والمساج للعناية‪
‬بالجسم وفي نفس الوقت اكتشاف حمامات مراكشية‪ ‬تقليدية عصرية تتوفر على قاعات خاصة للتدليك اليدوي بواسطة الزيوت الحيوية والمواد الطبيعة مع قاعات  خاصة بالبخار وقاعات أخرى للعناية بالأظافر والقدمين وعلاجات التجميل   في جو ومكان يجعلك في جو باذخ وساحر.

 

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى