الرئيسيةثقافات وفنون

ندوة..صورة الصحراء في الأعمال الروائية المغربية

التأم ثلة من النقاد والباحثين والمهتمين بأدب الصحراء، أمس الأربعاء بمدينة آسا، ضمن ندوة حول موضوع “صورة الصحراء في الإبداع الأدبي من خلال ثنائية السيرة والإخلاص للكاتب محمد سالم الشرقاوي”، نظمت في إطار فعاليات الموسم الديني السنوي لزاوية آسا (ملك ى الص الحين) .

وقارب المتدخلون خلال هذه الندوة العلاقة بين الأعمال الروائية والنصوص المتعلقة بالكتابة حول الصحراء، مبرزين مكانة أدب الصحراء في الإبداع الأدبي وخاصة الرواية، داعين إلى ضرورة إيلاء مزيد من الاهتمام بالكتابة حول الصحراء وتاريخها وفضائلها، فعلى مستوى الإبداع ، يقول الباحثون ، “نحن في حاجة إلى هذه النصوص المتعلقة بأدب الصحراء”.

وتطرقوا في هذا السياق، إلى نموذج روائي ركز على فضاء الصحراء وعوالمها، ويتعلق الأمر بثنائية “إمارة البئر” (2015) و”قدر الحساء” (2022) للكاتب محمد سالم الشرقاوي ابن منطقة البويرات إقليم آسا الزاك .

ولعل عنوان هذه الندوة “صورة الصحراء في الإبداع الأدبي من خلال ثنائية السيرة والإخلاص” يحيل على روايتي “إمارة البئر” (السيرة)، و”قدر الحساء” (الإخلاص).

وفي هذا الإطار، اعتبر الكاتب والناقد حسن بحراوي، في مداخلة له، أن الرواية الجديدة “قدر الحساء” (طبعة 2022 عن دار أبي رقراق للطباعة والنشر بالرباط)، هي جزء من مشروع روائي لمحمد سالم الشرقاوي بدأه برواية “إمارة البئر” (2015)، وهي رواية تركز على الماء كعنصر حيوي بالنسبة للحياة في الصحراء إذا “انتفى الماء من الأراضي الصحراوية انتفت الحياة”، وعلى نفس المنوال، يضيف الناقد، تذهب رواية “قدر الحساء” التي تمجد أيضا عنصر الماء كما تمدح الحياة والبيئة والإنسان الصحراوي.

وأشار بحراوي إلى أن هذه الرواية “وصف حي للتحولات التي يتعرض لها أي مجتمع تقليدي وتنتقل به إلى لحظة أخرى من التطور ، إنها جرد لعناصر إثنوغرافية ذات صلة بالمجتمع الصحراوي (تقاليد، عادات، ممارسات، ..)، وبالتالي فإن هذه الرواية تشكل “لحظة فارقة” في تاريخ الرواية الحديثة ، إنها راوية اجتماعية أكثر منها سيرة ذاتية لكونها تصور التحولات المجتمعية.

من جهته، أكد هشام موساوي، ناقد ، أستاذ باحث بجامعة ابن طفيل بالقنيطرة ، أن رواية “قدر الحساء” تنتمي لأدب الصحراء لأنها مرتبطة بسياق ثقافي واجتماعي ، مشيرا إلى أن الكاتب نجح في توظيف فضاء الصحراء وتمكن من بناء نص روائي من خلال موضوع هوياتي (الهوية الصحراوية) بطريقة سردية .

بدوره، اعتبر محمد الكاس ، كاتب ومهتم بمجال الصحراء، أن هذه الرواية عمل أدبي يؤرخ لأنماط العيش في المجتمع الصحراوي، وبالتالي يمكن القول إنها تدل على تجربة روائية آخذة في التطور والإبداع .

أما الأستاذ الجامعي والروائي مولاي عبدالعزيز الراشيدي، فلاحظ من جهته، أن هناك حاجة ماسة إلى الاهتمام أكثر بكتاب وأدباء في مجال الكتابة حول الصحراء، على غرار نصوص إبداعية أخرى غزيرة بفضاءات واسعة يزخر بها المغرب كالبحر والمدينة وغيرهما، مشيرا إلى أن الكتابة حول الصحراء لها مجموعة من السمات منها اللغة والفضاء الشاسع .

وتم خلال هذا اللقاء الأدبي ، توقيع رواية “قدر الحساء” الواقعة في 246 صفحة من الحجم المتوسط .

وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، قال محمد سالم الشرقاوي، إن عوالم هذه الرواية تأخذ ملامحها من بيئة إقليم آسا الزاك، وهي تندرج في إطار أدب الصحراء الذي يشتغل على نقل الموروث الشعبي من أثر شفوي إلى أثر مكتوب يستفيد من الطلاب والباحثون والمهتمون، وهو ما يستوجب تضافر جهود الجميع من أجل الحفاظ عليه بغية ترسيخ الهوية المغربية المتميزة بتعدد روافدها الحضارية والثقافية.

وأشار إلى أن هذه الرواية وهي من ثنائية “السيرة والإخلاص”، تنقل قيم مجتمع أهل الصحراء في ما يخص عاداتهم وتقاليدهم ونمط عيشهم، إنها رواية تتمحور حول تيمة “الحياة” التي أسستها قبيلة صحراوية حول بئر ماء حيث لما نضب ماؤه اختلفت القبيلة حول كيفية تدبير هذه الندرة لأن الحياة تتأسس على الماء.

وتعرف دورة الموسم الديني السنوية لزاوية آسا (ملك ى الص الحين) لهذه السنة تنظيم عدد من الفعاليات التي تبرز مظاهر احتفال القبائل الصحراوية بذكرى عيد المولد النبوي الشريف من خلال أنشطة الذكر وليالي السماع والمديح تحييها فرق حسانية وأمازيغية ، وكذا مسابقات في حفظ القرآن الكريم وتجويده احتفاء بمولد النبي صلى االله عليه وسلم في رحاب زاوية آسا، بالإضافة إلى أمسيات فنية.

كما تعرف تنظيم سباقات الإبل وركوب الخيل ، وكذا تنظيم عملية إعذار جماعي لأطفال بفضاء المستشفى الإقليمي لآسا الزاك، فضبل عن ندوات وأمسيات شعرية وتقديم وتوقيع أعمال أدبية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى