السياسي التونسي محسن مرزوق يدعو الى لملمة الموضوع حتى لا يتطور ويصير من الصعب الإصلاح.
محسن مرزوق سياسي تونسي
تعاليق مشكورة كثيرة حول ما كتبته عن موضوع قمة التيكاد وقضية الصحراء وعلاقاتنا مع شقيقتنا المغرب.
ألاحظ أن عددا من المتفاعلين الأعزاء لا يميّزون بين الموقف الشخصي وموقف الدولة. فموقف ومنطق الدولة يقوم على مصالحها البعيدة التي تتجاوز مصالح الأفراد، في سياق جيو-سياسي معيّن.
أما الموقف الشخصي فيقوم على القناعات الشخصية.
أضرِبُ مثلا بالفرق بين موقفي الشخصي من جهة ورأيي في موقف الدولة التونسية من موضوع “الصحراء”.
انا وهذا موقفي الشخصي أعتبر شخصيا أن الصحراء … هي جزء من المملكة المغربية .
تاريخيا وواقعيا ماضيا وحاضرا. المشكلة خلقها الاستعمار الاسباني وغذاها صراع مؤسف بين جارين. والحل الذي يحفظ مصالح الجميع وخاصة الناس هو في إطار المغرب المُوحّد، بالصيغ التي يختارونها.
وفي نفس الوقت أنا أحب الجزائر جارتنا وشقيقتنا ولا أرى أن موقفي هذا الذي لا يتعلق بوحدة أراضيها أو سيادتها هو مخالف للمودة بين شعبينا التي اختلط الدم بها في مناسبات تاريخية متعددة.
أما الدولة التونسية فهي لا تبني مواقفها على المواقف الشخصية بل على المصالح الكبرى في إطار وضع جيو-استراتيجي معقد. فهناك خلاف بين الاشقاء حول الموضوع وتونس تريد ويجب أن تحافظ على علاقات طيبة مع الجميع في انتظار عامل الزمن، مع التمسك بحلم الوحدة المغاربية.
لهذا كانت تونس تنأى بنفسها عن أي اصطفاف وتمارس حيادا إيجابيا دون الاعتراف بما يسمى بالجمهورية الصحراوية مع احترام قرارات الامم المتحدة والوحدة الإفريقية، وتكثيف التشاور بشكل متساو مع الدولتين الشقيقتين، إضافة لتفاصيل بروتوكولية أخرى هامة.
وحاليا تونس تواجه أكثر من مشكلة اقتصادية ومالية واجتماعية ولا موجب لها في اختلاق مشاكل مع أي كان.
كان ذلك موقف أسس له بورقيبة وتبعه بن علي وكافة رؤساء الفترة الانتقالية. وهو موقف تاريخي تعرّض بكل أسف للضرر بسبب ما حصل في قمة التيكاد، وأرجو أن يكون ما حصل خطأ ولا أستطيع التصور أنه كان عملا مقصودا. فلا يمكن هكذا إلحاق الضرر بموقف دولة بسبب رأي شخصي، إن وجد هذا الرأي الشخصي.
لذلك أجدد ندائي للعمل السريع على لملمة الموضوع حتى لا يتطور ويصير من الصعب الاصلاح.