الرئيسيةثقافات وفنون

“البلد”..تعيد نشر حلقات من كتاب “المكرفون يتحرر” للكاتب والاذاعي أحمد علوة

الحلقة 1 …بداية المشوار

 

في صباح بارد من أيام  شهر مارس سنة 1999 ،وجدتني خلف ميكرفون إذاعة عين الشق الجهوية بالدار البيضاء أسجل حلقة تجريبية من برنامج أدبي  كنت اقترحته على الإذاعي الكبير الحاج العابد السودي القرشي الذي كان رئيسا للمحطة .

كانت تجربتي أو بدايتي  الأولى  بداية كبيرة كما يقال ، واعدة و مشرفة  ، خصوصا حين أسعفني الحظ و استضفت في بداية مشواري الإذاعي بالمحطة الإذاعية عين الشق الشاعر والكاتب صلاح  بوسريف ..حينها أحسست أن مصيري  المهني أصبح مرتبطا بالمكروفون ارتباطا وثيقا . وأن عملي بإذاعة عين الشق سيطبع مساري المهني و سيؤثر فيه لاحقا، و لهذا سيكون من الصعب نسيان هذه المرحلة الأولية في إذاعة عين الشق والإذاعة الوطنية بشكل عام  التي اعتبرتها دائما جوهرية في مساري ومسار كل إذاعي جاور العمل في هذه الإذاعة الأم (الإذاعة الوطنية) حيث لم يكن أي صوت يعلى على صوت الاذاعة الوطنية بجهوياتها المتعددة التي طالما كانت المتنفس الوحيد بالرغم من الإكراهات الكثيرة التي طبعت العمل الإذاعي آنذاك بحمولاته السياسية والإعلامية .

بداية المشوار كانت أنيقة ومسعفة بالنسبة لحالم مثلي يقتحم الأثير الإذاعي بصوت الشعر والثقافة والفن ، فلم يلبث البرنامج الذي كنت أعده أسبوعيا أن التف حوله العديد من المثقفين والأدباء في الدار البيضاء وخارجها ، في وقت كانت شبكة برامج الإذاعة تفتقر لبرامج أدبية بالرغم من الحركة الثقافية الكبيرة والنوعية التي كانت تعرفها المدينة. وهكذا استضاف البرنامج تقريبا جل الأسماء الأدبية من مشرق المغرب إلى مغربه حتى التي كانت ممنوعة من الإعلام العمومي .ويضيق المجال هنا بذكر الأسماء التي تشرفت باستضافتها لكثرتها وخوفا من نسيان بعضها.

 

هذه الروح العالية وفرت الجو المناسب للإبداع والانفتاح مستغلة بذلك المهنية العالية التي وفرتها إدارة الإذاعي العابد السودي القرشي الرجل الذي يكن له الجميع الاحترام والتقدير ، والذي استطاع أن يفتح الباب لخيرة الإذاعيين المغاربة ،والذين أعطوا لإذاعة الدار البيضاء الجهوية إشعاعا تجاوز في الكثير من المناسبات إشعاع الإذاعة الوطنية بالرباط .

وقد كان لي شرف الاشتغال مع هذه الأسماء التي اعتمدت عليها الإذاعات الخاصة فيما بعد لكي تنطلق بالشكل اللائق والمحترم ،وشخصيا جاورت مهنية العديد من المهنيين الذين عرفوا بتفانيهم في العمل الإذاعي وعشقهم للمكرفون ،وأذكر منهم الأستاذ أحمد بنسنة والإعلامي أحمد السدجاري والمناضل الإذاعي محمد بعمران والإعلامي الرياضي محمد أبو السهل، والصحفي والصديق حسن ندير ومحمد البقالي والمرحومة أم زينب، ثم الإذاعي أنور حكيم .

مرحلة أساسية من عمري الإذاعي بذلت فيها مجهودا أكبر مقابل راتب أقل، إلا  أنها كانت قوية بظروفها وشروطها  التي أرغمتني في لحظة من اللحظات بعد إعداد وتقديم العديد من البرامج أن أغادر هذه الدار العزيزة في ظروف عسيرة لا أريد أن ألوث بها بياض ونبل صفحات هذا الكتاب. وإن كانت الصحافة الوطنية كتبت الشيء الكثير عما وقع وسلطت الضوء على مجرياته تحديدا في العام 2014.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى