
دعا الاستاذ محمد الدرويش رئيس المرصد الوطني لمنظومة التربية و التكوين وزارة التعليم العالي و البحث العلمي و الابتكار الى التفكير و بسرعة قصوى في ايجاد حلول للطلاب العائدين من اوكرانيا و الفارين من ويلات الحرب و نتائجها و انعكاساتها
الدرويش وفي حوار خص به “البلد” اوضح ان الطلبة العائدون من هناك مطالبون بتقديم الوثائق المثبتة و سيتطلب الامر التواصل الاداري بين الوزارة الوصية و الجامعات في اوكرانيا
س – ماذا عن وضع الطلاب المغاربة العائدين من اوكرانيا /
ج – قبل شهر كامل اعلنت روسيا الحرب على اوكرانيا و شكل ذلك سببا في انعدام استقرار الطلاب المغاربة هناك الشيء الذي خلق الهلع و الخوف على حياتهم و مصيرهم مما دفعهم الى الاستنجاد باسرهم و بالمغرب حتى لا تضيع حياتهم هناك بسبب الحرب القذرة الدائرة بين دولتين . و لا تخفى على احد ان تبادل اطلاق النار بالوسائل التقليدية و الحديثة لا يفرق بين هذا و ذاك . لذلك كان على المغرب ان يتجاوب مع مطلب طلابنا هناك و اسرهم هنا فكان القرار الاول و بامر ملكي للحكومة و الخطوط الملكية المغربية ارجاعهم الى وطنهم باقل ثمن ممكن و بذلك تم الامر على دفعات بتنسيق قوي بن مصالح المغرب الخارجية و من جهة اخرى كان على وزارة التعليم العالي و البحث العلمي و الابتكار التفكير و بسرعة قصوى في ايجاد حلول للطلاب العائدين من هناك و الفارين من ويلات الحرب و نتائجها و انعكاساتها و هكذا صدر بلاغ عن القطاع الوصي يخبر فيه المعنيين و اسرهم و الراي العام بقرار الوزارة ايجاد حلول للطلاب حتى لا يضيع مستقبلهم .
و هكذا فتحت الوزارة الوصية موقعا خاصا بهؤلاء لطلاب بهدف احصائهم و التعرف على مستوياتهم و تخصصاتهم و حسب علمي فقد تسجل في هذا الموقع الى اليوم ما يقارب 6500 طالب من التخصصات التالية الطب و الصيدلة و طب الاسنان و الهندسة و الاقسام التحضيرية و الاقتصاد و التدبير و الحقوق … مع تسجيل ملاحظة اساسية ان المسجلين في الموقع ليسوا كلهم عائدين الى المغرب فمنهم من تسجل و لم يعد بعد و هو متواجد في احدى الدول الاوروبية او العربية .
س- اصدرت اللجنة الوطنية لطلبة الطب و الصيدلة بالمغرب بلاغا ترفض فيه التحاق هؤلاء الطلبة بأقسامهم /
ج- لدي علاقات مع مجموعة من طلاب الطب و الصيدلة و طب الاسنان و مع بعض اعضاء هاته اللجنة و اسمح لي ان اؤكد ان سوء فهم حصل في قراءة بلاغهم فهم يدافعون عن التكوين و البحث الجيدين في ظروف ملائمة تصلح للجميع و هم يعون كل الوعي انه ليس لهم الحق في رفض او قبول هكذا قرار اي قرار الحكومة ادماج الطلاب العائدين من اوكرانيا بانهم يعون ان هؤلاء زملاؤهم و لا حول و لا قوة لهم فقد عادوا مضطرين كما انهم غادروا المغرب مضطرين و حتى لو لم تكن الحرب مندلعة بين روسيا و اوكرانيا فانهم حين ينهون دراساتهم سيلتحقون بوطنهم و بعد المعادلة سيصبحون زملاءهم في المهنة . و من هذا المنطلق و بهاته الاخلاق لا يمكن ان تكون اللجنة الوطنية لطلبة الطب و الصيدلة بالمغرب ضد زملائهم الطلاب .
س- هل تتوقعون ان يتم تنفيذ المقترح الذي اعلن عنه وزير التعليم العالي و البحث العلمي و الابتكار /
ج- لدي معرفة بشخص السيد الوزير الميراوي فهو حين يلتزم ينفذ و ما دام اصدر بلاغا في الموضوع فمعنى ذلك انه يتابعه و يبحث عن الحلول الممكنة . و في اعتقادي المتواضع و حسب معرفتي الدقيقة بقضايا منظومة التعليم العالي و البحث العلمي لا يمكن بأي حال من الاحوال أن الحرب هناك يتم ادماج الطلبة العائدين من اوكرانيا بسبب الحرب هناك بطريقة اوتوماتيكية فكما ان رجوعهم العادي الى بلدهم يتطلب اجراءات المعادلة فان ادماجهم سيتم عبر وضع مساطر مناسبة لذلك فهم يتابعون دراستهم هناك باللغة الانجليزية او الروسية او الاوكرانية و في المغرب الدراسة باللغة الفرنسية اذن لا بد من اجتيازهم لتكوين لغوي مدة على الاقل 6 اشهر و كذلك هم مطالبون بتقديم الوثائق المثبتة و سيتطلب الامر التواصل الاداري بين الوزارة الوصية و الجامعات هناك . اذن العملية لا يمكن ان تكون اوتوماتيكية و لا انية. و هذا امر ينطبق على كل التخصصات مع واجب الاستحضار انه في الظروف العادية يحصل الطلاب العائدون من هاته الدولة على المعادلة بعد فرض سنتين تدريب و معنى ذلك ان المعادلة لا يمكن ان تحصل بدون شروط .
و استحضر هنا ما حصل للطلاب المغاربة الذين عادوا من الجزائر سنة 1993 حين اندلعت الاحداث العنيفة بين الجهاديين الاسلاميين هناك و الدولة فقد عملت الحكومة انذاك على ادماج هؤلاء الطلاب بشروط قبلها الجميع طبعا .اذن الامر ليس جديدا على المغرب .