في يومه العالمي.. الشعر “ملاذ رحيم” في مواجهة الشدائد

أكد بيت الشعر في المغرب أن الحاجة إلى الشعر، بما هو قيمة إبداعية خالدة في كل زمان ومكان، تكون أقوى في زمن الشدة منها في زمن الرخاء.
وأكد بيت الشعر في المغرب في كلمة بمناسبة اليوم العالمي للشعر الذي كرسته منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) باقتراح من المغرب، يوم 21 مارس من كل سنة، أنه “ونحن إذ نحتفل، اليوم، بهذا العيد العالمي للشعر، نلتمس فيه ملاذا رحيما من شدائد تتناسل تباعا في راهننا”.
واستحضرت الهيئة الثقافية في هذا الصدد جائحة كورونا التي اعتصرت البشرية أزيد من سنتين، وما لبثت أن أسلمتها إلى فظاعات الحرب في أوكرانيا وإلى نذر اتساع رقعتها وتداعياتها على السلم والأمن والاقتصاد، وكذا على الحياة الثقافية، في كل أنحاء العالم.
وجاء في الكلمة ذاتها أنه “لا مهرب لنا، الآن، من اللجوء إلى الشعر كي نتحدى به وبرسالته المضيئة هذا الانحراف الحاد بمسار البشرية نحو ظلامية الاحتراب والتدمير والف ناء، من أجل أن تستعيد الحضارات والثقافات واللغات عطرها وألقها، وتطورها، فالشعر كان، ومازال، صوت الشعوب وضميرها”.
وأشار بيت الشعر في المغرب إلى أنه استعاد بادرة تكريم الشعر ورموزه في العالم، بعد أن بدت تباشير الانعتاق من قبضة وباء كوفيد-19، وذلك بإطلاق احتفاليتي تسليم جائزة الأركانة العالمية للشعر إلى الشاعر المغربي محمد الأشعري وإلى الشاعر الأمريكي، تشارلز سيميك.
وكان الشاعر محمد الأشعري تسلم يوم الجمعة المنصرم جائزة الأركانة العالمية في دورته الخامسة عشر، وذلك في احتفالية احتضنتها المكتبة الوطنية للمملكة المغربية، بحضور جمع من رجال ونساء الثقافة والفن والإعلام.
وكان رئيس بيت الشعر في المغرب أعلن خلال هذه الاحتفالية أنه سيتم خلال فعاليات المعرض الدولي للكتاب والنشر الذي سيقام في يونيو المقبل بالرباط، تسليم جائزة الأركانة التي يمنحها البيت بشراكة مع مؤسسة صندوق الإيداع والتدبير ووزارة الشباب الثقافة والتواصل، إلى الشاعر الأمريكي، تشارلز سيميك.
يشار إلى أن جائزة الأركانة العالمية للشعر، التي انطلقت سنة 2002، هي جائزة للصداقة الشعرية، يقدمها المغاربة لشاعر يتميز بتجربة في الحقل الشعري الإنساني ويدافع عن قيم الاختلاف والحرية والسلم.
ويهدف إرساء اليوم العالمي للشعر حسب (يونيسكو) إلى دعم التنوع اللغوي، ومنح اللغات المهددة بالاندثار فرص أكثر لاستخدامها في التعبير. ويعتبر اليوم العالمي للشعر فرصة لتكريم الشعراء ولإحياء التقليد الشفهي للأمسيات الشعرية.