الكثير من المواطنين البيضاويين قد لا يعرفون اسم إدريس بنهيمة الوالي السابق لجهة الدار البيضاء الكبرى ، لكنهم يربطون بينه وبين الحملة الواسعة لتحرير الملك العام التي قادها الرجل في فترة ولايته على المدينة 2011 إلى 2013 ، ويحتفظ له الكثير من البيضاويين بالاحترام والتقدير ويحيون شجاعته في مجابهة لوبي بيضاوي نافذ ، بالمقابل يكن له البعض الآخر الكره والحقد حد أن لقبوه ب “البهيمة” عوض “بنهيمة” في إشارة إلى الزلزال الذي ضرب المخالفين الذين احتلوا الملك العمومي في كل مناطق المدينة الغول .
إدريس بنهيمة الوالي السابق للمدينة يقرر ومن جديد العودة إلى مدينة الدارالبيضاء ، وهذه المرة بقبعة السياسي وغايته عمادة جهة الدارالبيضاء الكبرى ، وعينه على حكم هذه المدينة التي اختار أن يفتتح بها مكتبا دوليا للاستشارة وأن ينقل تسجيله الانتخابي من الرباط إلى مقاطعة سيدي بليوط بالبيضاء .
انتخابات 2021 هدف هذا الاسفوي الذي خبر المناصب العليا والمسؤوليات الجسام ، والذي اختار حزب الاستقلال ليكون لونه السياسي لدخول معركة الانتخابات ، وغايته كما يقول مقربين منه أن يحكم مدينة الدارالبيضاء ،، فبنهيمة لن يرضى بأقل من أن يترأس مجلس المدينة أو جهة الدارالبيضاء سطات …وهو رهان صعب بالنظر لتراجع وزن حزب الميزان في المدينة ، ولهيمنة حزب البيجيدي الذي يملك كتلة انتخابية جاهزة .
فكيف يحضر الرجل نفسه لمعركة انتخابية مجهولة النتائج ؟
وهل يعول على سمعته واسمه أم يعول على الحزب العتيد ؟
من غير حضور إدريس بنهيمة في بعض اللقاءات الضيقة والنقاشات البيزنطية لرابطة الاقتصاديين الاستقلاليين ، وتأسيسه لجميعة بيضاوية كان لها نشاط خيري في فترة الحجر الصحي ..فالرجل غائب ويكاد لايثير النقع كمنافس محتمل للوحوش الانتخابية التي سيواجهها في دائرة انتخابية مثل سيدي بليوط ، وإذا كان يعول على حزب الاستقلال و”مناضليه” في الدائرة والمدينة فهو رهان غير محسوم حتى لا أقول خاسر بالنظر لنتائج الانتخابات السابقة وبالنظر للخلافات الكثيرة بين قيادات هذا الحزب في مدينة الدارالبيضاء …قد يدفع بنهيمة فاتورة الخلافات العتيقة للحزب العتيق ؟ وقد لا ينفعه لا اسمه ولا تاريخه في الخروج من “ورطة” سياسية غامر في دخول دواليبها .
بنهيمة إدريس قد يكون بالمقابل اللاعب السياسي والانتخابي الجديد في مدينة الدارالبيضاء ، و الذي يشكل ترشحه تجديدا للوجوه السياسية التي تملك كاريزما مغايرة للكائن الانتخابي التقليدي ، وقد يضخ ترشحه منسوب ثقة جديد عند فئات وشرائح هامة في المجتمع قاطعت الانتخابات ضدا في شخوصه ومكوناته التي ساهمت في تبخيس العمل السياسي …للرجل الفرانكفوني ذو البشرة البيضاء واللكنة “المعرنسة” شخصيته الاعتبارية والرمزية وهو يحظى بالإجماع كإطار مغربي حافظ على مغربيته وانتصر لها في الكثير من المحطات ..فهل تخول له هذه الصفات مجتمعة أن يصبح ” حاكم مدينة الدارالبيضاء” ؟ سؤال لن نضمن إجابته إلا حين تتكلم صناديق الاقتراع …وهو اقتراع عسير بدون شك قد يعصف بأحلام وتجربة الرجل وقد يأخده أبعد مما تصور ورسم .