
في الوقت الذي نجح بنموسى في أن يفرض إيقاعه التفاوضي على النقابات التعليمية الأكثر تمثيلية ، وسجل هدفا في الثواني الأخيرة من ال 100 يوم من عمر الحكومة .
وفي الوقت الذي صفق المغاربة للرجل في قراره العسير “تسقيف التوظيف في التعليم” .
وفي الوقت الذي غمرنا التفاؤل ونحن نسمع رئيس الحكومة يتحدث عن قانون جديد لإنهاء مشكلة أساتذة التعاقد .
نجد بنموسى قد انحنى وبشكل مفاجئ أمام لوبي الكتاب المدرسي ليسهل له ومن جديد سبل “بيع وتصريف “بضاعته” في السوق” على حساب المضمون والجودة والشفافية وتكافؤ الفرص .
أمس الأربعاء أصدرت وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة بلاغا تبشر فيه المغاربة بأنها أعطت للناشرين الأبديين الإذن بطبع الكتب المدرسية للموسم الدراسي القادم .
إعطاء الإذن بالنشر يعني أن الحال يبقى هو الحال ، وزير جديد رغم “الفهمات اللي فيه” لا يختلف عن الوزراء الذين مروا من هذه الوزارة .
وزير يريد هو الاخر التطبيع مع الكوكبة الضيقة التي تستحوذ على “صناعة” الكتاب المدرسي ..هذا الكتاب الذي شكل ويشكل أحد الأسباب الكبرى والأساسية لتخلف التعليم في المغرب ، وهو التخلف نفسه الذي كان سبب استقدام شكيب بنموسى لإنقاذ ما يمكن إنقاذه حتى لا نقول إصلاح ما يمكن إصلاحه .
الصورة واضحة وضوح الشمس ولا تخطئها العين.. “ناشرون أبديون في المغرب للكتاب المدرسي ” بفيلق من المفتشين المنتهية صلاحياتهم وجنرالات مديرية المناهج .
استبشرنا خيرا حين استحضر الوزير في اجتماعه الأخير مع أصحاب “مأذونية” نشر الكتاب المدرسي “الكتاب المدرسي الرقمي” ، وقلنا التغيير قادم ؟.. لكنه بدا أنه تغيير في اسم الوزير فقط ..وكل تغيير هو كفر ، فالشركات التي تستحوذ على سوق الكتاب المدرسي ستبقى هي نفسها ولو “طار بنموسى وليست معزة كما يقول المغاربة ” .
ببساطة لأن أصحاب هذه الشركات خبروا دوما التعاطي مع هذه الوزارة العصية على الفهم ، ويعرفون جيدا بأن الوزير فيها غير “داوي خاوي” ، لكن القرارات والتفويتات لها مسالك ومدارج أخرى لا يفهم فيها السيد الوزير ورهطه الذي يصاحبه شيء.
الكوكبة الضيقة المحظوظة ناشرة كتاب مدرسي يتضمن ( البغريرة والبلغة والشطابة …) استنفذت نفسها ، وحان الوقت للمحاسبة واستحضار مسؤوليتها “الاجرامية” في تردي مستوى التعليم في المغرب ، ومسؤولية جيش المفتشين وما سمي بالخبراء وأهل الاختصاص المياومين معها .
هي جريمة حقا ان يستمر الحال على ما هو عليه ..ناشرون وشركات هاجسهم الأكبر صفقات الوزارة على حساب مضمون كتب مدرسية وضعت المغرب في الرتب المتدنية على مستوى التعليم والتعلم .