الرئيسيةثقافات وفنون

الوجوه المغمورة في السينما المغربية…كلفة أقل ؟

          

          

المخرجون في المغرب اختاروا وجهة الوجوه المغمورة كأبطال وبطلات لأعمالهم السينمائية …الظاهرة تكررت في عدد من الأفلام الطويلة والقصيرة الحديثة  حد أن تحولت إلى موضة تنتشر في صفوف المخرجين السينمائيين .

الظاهرة وان رحب بها البعض فإنها لاقت معارضة شديدة في صفوف من يرى أن ذلك يضر بمستوى السينما المغربية ويكرس الهواية على حساب الاحترافية ويعمق من مشاكل القطاع حين يجبر الممثلين المحترفين الجلوس على كرسي الاحتياط .

أكثر من سبعة أفلام سينمائية طويلة كانت قد خرجت في السنوات الاخيرة  حديثا للقاعات السينمائية في المغرب أبطالها وبطلاتها وجوه شابة تقف للمرة الأولى أمام كاميرا تصوير مخرجين سينمائيين محترفين ..فيلم  “ياخيل الله” للمخرج نبيل عيوش ومن بعده فيلم “سارة” للمخرج سعيد الناصري وقبلهما فيلم “جناح الهوى ” لعبد الحي العراقي وتزامنا معه فيلم “حقيبة الدقيق” للمخرجة خديجة لصلع …..كلها أفلام كرست الوجوه الشابة وبوأتها البطولة المطلقة في أعمال سينمائية راهنت كثيرا على الشباك وعلى التموقع أولا في القاعات السينمائية والبقاء في ساحة العرض لأطول مدة ممكنة وهي ثقة عمياء في الوجوه الشابة منحها هؤلاء المخرجون والمخرجات لشبان وشابات مغمورين وجدوا أحيانا أنفسهم لأول مرة أمام أضواء الكاميرا كما يقول ممثل سينمائي والذي يدعو إلى طرح التساؤلات حول المعايير التي يعتمدها المخرجون لإسناد أدوار البطولة لجيل جديد مغمور لا يمتلك الميكانيزمات الأكاديمية المؤهلة لتقمص الأدوار الكبرى والمحورية  في عمل سينمائي محترم ، الممثل المغربي  يضيف أن الجواب على هذه التساؤلات متاح حين نتأمل الأداء الباهت لغالبية الوجوه المغمورة والتي لا تترك أي صدى يذكر حين مرورها .

هذا الصدى يعتبره ناقد سينمائي مهما لأن المرور الأول سينمائيا لهذه الوجوه الشابة هو المرور الأخير حيث نصبح أمام ماكينة (آلة) لحرق الأسماء الشابة ومقامرة تنتهي غالبا بإفشال الفيلم ومن تم استهلاك واستهلاك أبطاله بالقدر الذي ينهي مسارهم ولا يسمح لهم بالظهور مرة أخرى ، رأي يعكسه الواقع السينمائي المعاش حيث أصبح لنا اليوم العديد من نجوم ونجمات الفيلم الواحد والوحيد الذي شكل انطلاقتهم ونهايتهم في نفس الآن يختم الناقد السينمائي معتبرا ذلك إساءة للسينما المغربية .

ضرورة فنية

السينما المغربية لا تعتمد نظام النجوم.. هكذا يبرر مخرج مغربي اختياراته للممثلين والممثلات في أعماله السينمائية معتبرا أن الجمهور المغربي لا يهتم بأسماء أبطال الفيلم أكثر من اهتمامه بقصة الفيلم وحبكته السينمائية ومعالجته للموضوع .

الطرح نفسه يقترب منه مخرج اخر معروف و الذي اعتمد على الكثير من الوجوه المغمورة في أفلامه السينمائية معتبرا أن لجوء المخرج إلى وجوه غير معروفة مرده إلى ضرورة فنية صرفة وفي علاقة مع شخصية دور الفيلم وطبيعة المدرسة السينمائية التي ينتمي إليها كل مخرج موضحا أن المدرسية الايطالية مثلا تعتمد ثلاثة عناصر أهمها الممثل غير المحترف ثم الديكور الطبيعي والموضوع الاجتماعي وهي العناصر يضيف هدا المخرج التي تحتم على المخرج اختيار شخصية واقعية من المجتمع الذي يعالجه الموضوع بدل اختيار الممثل .

اختيارات أبطال الأفلام السينمائية تفرضها سياقات متعددة كما تقول مخرجة مغربية معتبرة أن عدم توفر المواصفات التي يبحث عنها المخرج في الممثلين الموجودين في الساحة يضطره الى البحث عنها خارج الوسط الفني وبالتالي الاستعانة بنجوم جدد لم يسبق لهم التمثيل لكن تتوفر فيهم وفيهن الشروط والمواصفات المطلوبة فنيا .

كلفة أقل

الاستعانة بوجوه جديدة ومغمورة عملية لا تفرضها لا الضرورة الفنية وليس ضرورة التمثيل كما يقول ناقد سينمائي معتبرا ذلك بعيدا عن مجال التمثيل ويعود بالأساس إلى عدم تقنين المهن الفنية وخاصة التمثيل والتمثيل السينمائي بالأساس الذي تحكمه أساسا العلاقات الغير مهنية والاعتبار المادي بغرض التوفير وعدم وجود منتجين حقيقيين للسينما ، الناقد السينمائي المغربي أوضح أن المخرج في المغرب حين يشغل مجموعة من الشباب المبتدئ فلأن ذلك لم يكلفه كثيرا خاصة أنهم يقبلون الاشتغال دون شروط بخلاف الممثل المحترف الذي يرفض الاشتغال بأجر هزيل ويطلب مبلغا محترما مقابل مشاركته

تبعات مثل هذه السلوكات الغير المهنية يضيف الناقد السينمائي تساهم في تغييب العديد من الممثلين الجيدين والمشهود لهم بالاحترافية  عن الشاشة السينمائية وبالتالي الغياب عن الساحة السينمائية المغربية ودخلوهم في غياهب التهميش بحجة أنهم مكلفين ماليا …طرح يقترب منه كثيرا مخرج سينمائي حين يلخص أسباب لجوء المخرجين لممثلين جدد ومغمورين ، معتبرا أن أحد الأسباب هي مادية وثاني الأسباب هي شخصية لأنه مع ظهور وجه جديد في فيلم وفي بطولة مطلقة تثار علامات استفهام كثيرة خاصة حين يتعلق الأمر بممثلة وليس بممثل شاب ، المخرج أوضح أنه يؤيد حصول الممثل المحترف على عمل لأن فرص التمثيل السينمائي قليلة جدا ولذلك يوضح أميل في أعمالي إلى الاستعانة بممثلين محترفين ولو تعلق الأمر بأدوار ثانوية ولا يعقل أن نمنح الأدوار الأولى في أعمالنا السينمائية لأي واحد أو واحدة نلتقي به أو بها  في الشارع ، المطلوب يضيف أن يكون الممثلين على الأقل قد تلقوا تدريبات إما في ورشات أو تابعوا دراستهم في معهد للتمثيل وبهذا المعنى يختم المخرج المغربي أنا ضد خلق نجوم بهذه الطريقة لأنها ظاهرة غير صحية وأفضل بدلا عن ذلك الاهتمام بالطاقات الموجودة في الساحة.

شهادات أهل الدار

حجة اكتشاف الوجوه الجديدة التي يروج لها بعض المخرجين كقناعات حين يتحدثون عن اختيار ممثلين غير معروفين قد لا تقنع البعض من أهل التمثيل لكنها قد تجد لها مدافعين عنها من داخل هذا الوسط خاصة من يرون في العملية مسألة اغناء للسينما المغربية بنجوم ونجمات جدد وهذا الطرح تتبناه ممثلة مغربية و التي تقول أنها لا تريد التحيز لجيلها من الممثلين وبالتالي أظلم جيلا جديدا لأن اغناء السينما المغربية بوجوه جديدة مسألة مطلوبة ولا مناص منها ، لأنه تضيف ليس مطلوبا أن تكون الممثلة خريجة معهد التمثيل حتى تكون ممثلة ناجحة فالموهبة أهم من الدراسة التي تصقل الموهبة فقط .

هده الممثلة التي عاشت تجربة  استبدالها في اخر لحظة بممثلة مبتدئة في عمل سينمائي كانت مرشحة لبطولته بسبب مطالبتها بقراءة السيناريو قبل الاتفاق على أي شروط أخرى اعتبرت أن العامل المادي يتحكم دائما في عملية اختيار الممثلين والممثلات وهذه العملية أي عملية الاختيار قد تكون مضرة أكثر من أي شئ اخر بالعمل الفني وبالمخرج نفسه .

ممثلة سينمائية أخرى  ذهبت إلى أن اختيار المخرج لوجه جديد قد يكون من منطلق أن هذا الوجه تتوفر فيه خطوط الشخصية التي يبحث عنها ,,,,لكن إذا تبث عكس هذا تقول فاني أقول أنه لا يصح إلا الصحيح لأن أي ممثلة مبتدئة لا تملك الموهبة لن تستمر حتى وان حصلت على بطولة مطلقة في أول ظهور لها ، لأنه لا يمكن فرض ممثلة غير موهوبة على الجمهور مضيفة إنها لا تعرف أيضا الأجر الذي  تتقاضاه الممثلات حتى نقول إن اختيارهن يتم لأسباب مادية. .

لا أعرف شخصيا أسباب اختيار المخرجين السينمائيين لممثلات لا علاقة لهن بالتمثيل تقول ممثلة معروفة وخريجة معهد التمثيل في الرباط مرجحة الأسباب في عدم اشتراطهن لأية شروط تذكر وهو سبب كاف ليغري هؤلاء للوقوف أمام الكاميرا حيث يكن مستعدات لتقبل أي شئ يتعلق بظروف العمل وبالتالي فالمخرج لا يجد صعوبة في إخضاعهن لسلطته التي لا تخلو أحيانا من استغلال لا حدود له تختم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى