دعا الدكتور الطيب حمضي الأشخاص كبار السن إلى تبليل أجسامهم بالماء مرات عدة في اليوم، للاتقاء من ارتفاع درجات الحرارة التي تعرفها مختلف مناطق المملكة حاليا.
وجاء في مقال لحمضي ، الطبيب-الباحث في السياسات والنظم الصحية ، أن هناك إجراءين اثنين لهما أهمية مطلقة مع ارتفا درجات الحرارة، أولهما شرب الماء كضرورة حيوية للكبار والصغار، وثانيهما تبليل الجميع ، وخصوصا كبار السن ، أجسامهم بالماء (الوجه والأطراف) عدة مرات طيلة اليوم، وتعريض الأطراف المبللة للهواء والريح أو ريح المروحة الكهربائية أو اليدوية.
واعتبر أن عملية تبخر الماء من فوق الجسم بهذه الطريقة هي الحل للمساعدة على سحب الحرارة من داخل الأجسام، ما دام كبار السن لا يتعرقون مثل الصغار والأقل سنا، مؤكدا أن هذه العملية “بإمكانها إنقاذ حياة الآلاف من الناس”.
وركز المقال على المسنين لأنهم فئة تنقص لديها قوة الإحساس بالحرارة وبالعطش، وأجسامها لا تعود لها القدرة على تصريف الحرارة عن طريق التعرق مثل الشباب، بحيث تبقى الحرارة محتبسة داخل أجسام المسنين وتتصاعد، ولا تجد لها مخرجا إلى أن ت جهد الجسم كله “وت عرض الأعضاء للتلف بشكل متسارع نحو الوفاة في اليوم نفسه أو بعد أيام، إن لم يتم تدارك الأمر”.
ونبه إلى أن الجميع يتأثر بارتفاع درجات الحرارة، إلا أن هناك مجموعات تكون أكثر عرضة لمخاطر الوفاة جراء التعرض للحر الزائد، منها المسن ون والرضع والأطفال، خصوصا قبل السن الرابعة، والمرضى المزمنون والحوامل والعاملون في الأماكن المفتوحة على الشمس والعمال اليدويون والرياضيون والمرضى العقليون والمعوزون أو الذين يعانون من الهشاشة.
ومن بين الإجراءات الوقائية التي عرضها الدكتور حمضي، الحفاظ على برودة المنزل بحيث تكون درجة حرارة الغرفة أقل من 32 درجة أثناء النهار و24 درجة خلال الليل، خصوصا للرضع والأطفال وللأشخاص فوق سن الستين أو من يعانون أمراضا مزمنة، وإغلاق النوافذ أثناء النهار لمنع تدفق الحرارة المفرطة من الخارج نحو البيت، بينما يستحسن أثناء الليل فتح النوافذ والباب لخلق تيار هوائي ليلا وفي الصباح المبكر عندما تكون درجة الحرارة الخارجية أقل من الداخلية.
كما يحث صاحب المقال على استعمال المكيف الهوائي ، إن وجد ، مع غلق الأبواب والنوافذ، دون إغفال شرب الماء والسوائل.
وبحسب الطبيب-الباحث، فإنه يستحسن قضاء ما بين ساعتين إلى ثلاث ساعات يوميا في مكان بارد، وتجنب الخروج أثناء الأوقات الأشد حرارة في اليوم من 11 صباحا الى 9 مساء، وكذا تجنب النشاط البدني الم جه د، والبقاء في الظل ما أمكن.
كما ينصح بالاغتسال بمياه باردة (درجتها أقل من حرارة الجسم دون افراط) ومن دون تجفيف الجسم بعد الحمام، وارتداء ملابس خفيفة وفضفاضة من المواد الطبيعية كالقطن، وشرب السوائل بانتظام، وتناول وجبات خفيفة وعلى مرات متعددة في اليوم، مع التركيز على الخضر والفواكه لمد الجسم بحاجياته من الماء والأملاح دون إنهاكه.
وعند الشعور بمجموعة من الأعراض كالعياء ودوار وعطش شديد وألم بالرأس وتشنجات عضلية مؤلمة وغثيان، أو أعراض جفاف جلدي واحمراره مصحوب باحترار أو هذيان أو فقدان للوعي واجتفاف الجسم والفم ونقص الوزن، ينصح الدكتور حمضي ، على الخصوص ، بنقل الشخص المصاب إلى مكان بارد، وشرب بعض الماء أو عصير الفاكهة لإماهة الجسم، وخلع الملابس، وتبريد الجسم برش الجلد بماء تتراوح حرارته بين 25 و30 درجة، وعدم أخذ الأدوية المخفضة للحرارة.
ومن بين الأرقام التي أوردها الدكتور حمضي في مقاله الذي يأتي في سياق ارتفاع درجات الحرارة بشكل قياسي في عدد من مناطق المملكة، وفاة 15 ألف شخص من كبار سن بالخصوص، في فرنسا سنة 2003 في ظرف 3 أسابيع، بسبب موجة الحرارة التي أودت أيضا بما مجموعه 70 ألف شخص بأوربا، بينما في سنة 2010 لقي 56 ألف شخص حتفهم بروسيا للسبب ذاته.
وتابع أن دراسة بريطانية أظهرت أن الوفيات ستتضاعف بنسبة 257 في المائة في أفق سنة 2050 بسبب التغيرات المناخية والديمغرافية.