في مشهد أعاد تعريف الاحتجاج المدني، خرجت أعداد من شباب جيل Z في عدة مدن مغربية حاملين الورود، يوزعونها على رجال الشرطة، خلال احتجاجاتهم المطالبة بالعدالة الاجتماعية والإصلاح في التعليم والصحة. هذه الصورة الرمزية، المليئة بالرسائل، جاءت لتؤكد التزام الشباب بالمواطنة وحماية السلم الاجتماعي، رغم احتجاجاتهم المشروعة ضد الفساد وتردي الخدمات العامة.
ولم تجد قناة الجزيرة، التي عادة ما تبحث عن “مواد دسمة” لإشعال الفتنة وتحويل الأحداث الوطنية إلى مادة إعلامية للفت الانتباه الدولي، أي فرصة في هذه الاحتجاجات. إذ استطاع الشباب أن يعطي درسًا في ضبط النفس والانضباط، رافضين أي محاولة لاستغلال مطالبهم المشروعة سياسياً أو إعلامياً.
هذا السلوك يعكس نضج جيل جديد يعرف حقوقه وواجباته، ويثبت أن الشباب المغربي قادر على الدفاع عن مطالبه الاجتماعية والمدنية بطريقة حضارية، موجهاً رسالة واضحة للداخل والخارج: لا مكان لمن يريد اللعب على أوتار الفتنة أو الركوب على مطالب المجتمع المشروعة.
