تبون في روما: شمبانيا مجانية… وبترول بالمجان مقابل “غمزة” للبوليساريو!
تبون، الذي يحلم بالريادة في “العالم الآخر”، يبدو وكأنه يشتري الصمت بالشمبانيا، ويقدّم بلاده على طبق من ذهب مقابل وهم اسمه “جمهورية صحراوية” لا يعترف بها أحد… سوى صور الجنرالات على جدران المخيمات

البلد.ma
في مشهد أقرب إلى عروض السيرك الدبلوماسي، حلّ الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون بإيطاليا، لا ليوقع اتفاقيات استراتيجية تفيد شعبه، بل ليعاقر نخب “الروج” و”الشمبانيا” في ولائم مترفة، تقام على شرفه كرئيس دولة “تمتلك الغاز والبترول ولكن بلا كهرباء صيفًا وماء شتاءً”.
الرئيس “الكريم” قرر أن يقدم بترول الجزائر هديةً مجانية للسيدة جورجيا ميلوني، رئيسة الوزراء الإيطالية، فقط على أمل أن تمنح ابتسامة دبلوماسية أو غمزة رمزية نحو جنرالات قصر المرادية، تثبت لهم أن هناك من لا يزال يُنصت لأحلامهم التي انتهت صلاحيتها منذ سبعينيات القرن الماضي.
أما عن الشعب الجزائري، فله الله. فبينما تبون يقدم موارد البلاد بسخاء لـ”المحضية” الإيطالية، يعيش ملايين الجزائريين أزمة خانقة في المعيشة والتموين والطاقة، ويقضون ساعاتهم في طوابير البنزين والخبز والحليب. ولا بأس إن ضُخّ الغاز إلى روما بينما يتجمد بعضهم في البيوت.
المثير للسخرية أن كل هذا السخاء ليس من أجل شراكة اقتصادية حقيقية أو اعتراف دولي يرفع من مكانة الجزائر، بل فقط من أجل أن تصدر إيطاليا بيانًا رماديًا ضبابيًا لا يُفهم منه سوى أن ميلوني تعرف ما هو “البوليساريو”، وربما تظنه نوعًا من المعكرونة المتوسطية!
وفي خضم هذا الاستعراض العبثي، يتواصل احتجاز الصحراويين في تندوف، محرومين من حقوقهم، مجردين من كرامتهم، ومجبرين على أن يكونوا وقودًا في معركة لم يختاروها، وسط صمت دولي تُغذّيه شيكات الغاز والهدايا الموسمية.
تبون، الذي يحلم بالريادة في “العالم الآخر”، يبدو وكأنه يشتري الصمت بالشمبانيا، ويقدّم بلاده على طبق من ذهب مقابل وهم اسمه “جمهورية صحراوية” لا يعترف بها أحد… سوى صور الجنرالات على جدران المخيمات.
ختامًا، ما الفرق بين أن تبيع بترولك بثمن بخس أو أن تهديه مجانًا؟
في الحالتين، النتيجة واحدة: شعب جائع… ونظام يعيش في أوهام تاريخ انتهت صلاحيته.



