الدوليالرئيسية

القوات السورية تنتشر في الساحل والمرصد يحصي “إعدام” 90 علويا

أقدم عناصر من قوات الأمن السورية على “إعدام” 90 شخصا من أبناء الطائفة العلوية المنتمي إليها الرئيس المخلوع بشار الأسد، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان، غداة اندلاع اشتباكات دامية مع مسل حين مؤيدين له.

وفي هجمات هي الأعنف على السلطات الجديدة منذ إطاحة الأسد في ديسمبر، قال مدير المرصد رامي عبد الرحمن في تصريح لوكالة فرانس برس إن قوات الأمن “أقدمت على إعدام 90 مدنيا علويا” بينهم ست نساء في مناطق بانياس واللاذقية وجبلة.

وأشار أيضا إلى مقتل 45 مقاتلا موالين للأسد و50 من عناصر قوات الأمن، ما يرفع إلى 185 حصيلة القتلى منذ اندلاع أعمال العنف الخميس.

وأعلنت السلطات الجمعة تمديد حظر التجول في مدينتي طرطوس واللاذقية في ظل اشتباكات اندلعت الخميس وتعد “الأعنف” منذ إطاحة الأسد في الثامن من ديسمبر.

وتشكل المعارك مؤشرا على حجم التحديات التي تواجه الرئيس الانتقالي أحمد الشرع لناحية بسط الأمن في عموم سوريا، مع وجود فصائل ومجموعات مسلحة ذات مرجعيات مختلفة بعد 13 عاما من نزاع مدمر.

وقال مصدر أمني في وزارة الداخلية، وفق ما نقلت عنه وكالة الأنباء الرسمية “سانا”، إنه “بعد قيام فلول النظام البائد باغتيال العديد من عناصر الشرطة والأمن توجهت حشود شعبية كبيرة غير منظمة للساحل مما أدى لبعض الانتهاكات الفردية”.

وتابع “نعمل على إيقاف هذه التجاوزات التي لا تمثل عموم الشعب السوري، من دون شرح ماهية الانتهاكات.

وأعلنت السلطات في سوريا الجمعة إطلاق عملية أمنية في مسقط عائلة الأسد. ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن مصدر في وزارة الدفاع قوله “تقوم قواتنا الآن بتنفيذ عمليات نوعية دقيقة بالتنسيق مع قوى الأمن العام ضد فلول النظام البائد التي غدرت بقواتنا وأهلنا في مدينة القرداحة”.

وفي منشور على منصة إكس، قال رئيس جهاز الاستخبارات العامة أنس خطاب إن إدارة العمليات العسكرية لطالما وجهت وحداتها إلى “ضرورة ضبط النفس وحسن التعامل مع الآخرين” مضيفا “ما زلنا حتى اللحظة ندعو إلى ذلك، فالمصالح العليا مقدمة على كل شيء”.

ونشر ناشطون والمرصد السوري مقاطع فيديو تظهر عشرات الجثث بثياب مدنية مكدسة قرب بعضها البعض في باحة أمام منزل، وقرب عدد منها بقع من الدماء، بينما كانت نسوة تولولن في المكان.

وفي مقطع آخر، يظهر عناصر بلباس عسكري وهم يأمرون ثلاثة أشخاص بالزحف على الأرض، واحدا تلو الآخر، قبل أن يطلقوا الرصاص عليهم من رشاشاتهم من مسافة قريبة. ويظهر في مقطع ثالث مقاتل بلباس عسكري وهو يطلق الرصاص تباعا من مسافة قريبة على شاب بثياب مدنية في مدخل مبنى قبل أن يريده قتيلا.

ولم تتمكن وكالة فرانس برس من التحقق من مقاطع الفيديو.

ومددت السلطات حظر التجول الذي فرضته منذ ليل الخميس في اللاذقية وطرطوس حتى صباح السبت “في ظل العمليات الأمنية والعسكرية.. ضد فلول النظام البائد”، بحسب ما أعلنت الجمعة.

ووصلت تباعا تعزيزات عسكرية الى المنطقة الساحلية، وهي بدأت “عمليات تمشيط واسعة في مراكز المدن والقرى والبلدات والجبال المحيطة” في محافظتي طرطوس واللاذقية، تستهدف “فلول ميليشيات الأسد ومن قام بمساندتهم ودعمهم”، وفق ما نقلت سانا عن مصدر قيادي في إدارة الأمن العام.

وشمل التمشيط مدينة جبلة ومحيطها، حيث هاجم مسلحون موالون للأسد ليل الخميس رتلا لقوات الأمن، موقعين قتلى، قبل أن تندلع اشتباكات عنيفة، تم على إثرها فرص حظر تجول.

وقال علي، أحد سكان المدينة متحفظا عن ذكر شهرته لوكالة فرانس برس “سمعنا خلال الليل دوي إطلاق رصاص وانفجارات (..) الأمر أشبه بحرب شوارع”، مشيرا الى أنه “لا شيء يطمئن” مع وصول تعزيزات عسكرية “كبيرة جدا”.

وأوضح “يلزم الناس منازلهم والجميع خائفون”.

وتشهد محافظة اللاذقية توترات أمنية منذ أيام، لكنها اشتدت الخميس في قرية بيت عانا، حيث خاضت قوات الأمن اشتباكات مع مسلحين تابعين للعقيد السابق في الجيش خلال حقبة الأسد سهيل الحسن، الملقب بـ”النمر” والذي كان يعد من أبرز القادة العسكريين.

واتهمت الاستخبارات السورية الجمعة “قيادات عسكرية وأمنية سابقة تتبع للنظام البائد” بالوقوف خلف الهجمات في الساحل.

وأعرب المبعوث الأممي إلى سوريا غير بيدرسن عن قلقه إزاء “التقارير المثيرة للقلق الشديد عن سقوط ضحايا من المدنيين” تستدعي “بشكل واضح ضرورة ضبط النفس من جانب جميع الأطراف”.

ودعت روسيا الى “التهدئة” ووضع حد لـ”سفك الدماء” في سوريا. وأك دت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا استعداد بلادها “لتنسيق الجهود بشكل وثيق مع الشركاء الأجانب لتهدئة الوضع”.

من جهتها، أعربت وزارة الخارجية الإيرانية عن معارضتها الشديدة “قتل سوريين أبرياء وإلحاق الأذى بهم”، معتبرة ذلك ” بمثابة تمهيد للطريق لنشر انعدام الاستقرار في المنطقة”.

ودان الأردن كل محاولة “تستهدف أمن سوريا”.

وكتب وزير خارجية الأردن أيمن الصفدي على إكس “ندين كل المحاولات والمجموعات والتدخلات الخارجية التي تستهدف أمن سوريا الشقيقة وسيادتها وسلمها”.

يشارك عناصر يعملون بإمرة وزارتي الداخلية والدفاع في العمليات الأمنية. وشاهد مراسل فرانس برس أرتال عسكرية انطلقت من محافظة إدلب، معقل هيئة تحرير الشام التي قادت هجوم الإطاحة بالأسد. ودعت مساجد المدينة عبر مكبرات الصوت الى “الجهاد” ضد المسلحين في الساحل.

ومنذ وصوله الى السلطة، وجه الشرع رسائل طمأنة الى المكونات السورية بينها الاقليات، على وقع مطالبته من المجتمع الدولي بإشراك كل الفئات في إدارة المرحلة الانتقالية.

وفي كلمة ألقاها الشهر الماضي، قال الشرع إن “السلم الأهلي واجب على أبناء الوطن جميعا وإن الدعوات المشبوهة التي تستدعي حالة الخطر لطوائف ما وتعرض نفسها الحامية والمنقذة دعوات فارغة”.

ويشكل العلويون نحو تسعة في المئة من سكان سوريا ذات الغالبية السنية. وشاركوا خلال حكم عائلة الاسد لأكثر من خمسة عقود، خصوصا في المؤسسات العسكرية والأمنية التي لطالما اعتمدت الاعتقال والتعذيب لقمع أي معارضة.

ويرى الباحث في مؤسسة “سنتشوري انترناشونال” آرون لوند أن “المسلحين العلويين لا يشكلون تهديدا لسلطة الشرع، لكنهم يمثلون تحديا محليا خطيرا” مبديا خشيته من أن يطلق التصعيد الأخير “العنان لتوترات من شأنها أن تزعزع الاستقرار بشكل كبير”.

ويضيف “يشعر الطرفان أنهما تحت الهجوم، وكلاهما تعرض لفظائع مروعة على يد الآخر”، في وقت لا تملك حكومة الشرع للتعامل مع المسلحين العلويين، إلا “سلطة القمع، وجزء كبير من هذه السلطة يتكون من متشددين جهاديين يعتبرون العلويين أعداء الله”.

ويتابع “لذا عندما تقع هجمات، تنطلق هذه الجماعات لتجوب القرى العلوية. لكن تلك القرى مليئة بالمدنيين الضعفاء، وبالعسكريين السابقين المسلحين” منبها “إنها قنبلة موقوتة”.

وشهدت مدينة اللاذقية في الأيام الأولى بعد إطاحة الأسد، توترات أمنية تراجعت حدتها في الآونة الأخيرة. لكن ما زالت تسجل هجمات عند حواجز تابعة للقوى الأمنية من وقت إلى آخر، ينفذها أحيانا مسلحون موالون للأسد أو عناصر سابقون في الجيش السوري، وفق المرصد.

ويفيد سكان ومنظمات بين حين وآخر بحصول انتهاكات خلال عمليات تنفذها قوات الامن، تشمل مصادرة منازل أو تنفيذ إعدامات ميدانية وحوادث خطف، تضعها السلطات في إطار “حوادث فردية” وتتعهد ملاحقة المسؤولين عنها.الفلول لن تتوقف وتقتلنا بدم بارد”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى