من جديد أعلن إخوة بنكيران في مجلس النواب عن تنظيم ندوة صحفية “طارئة” في ما يعطي الانطباع أن الأمر يتعلق بحدث جلل سيقلب الموازين ويحيي العظام وهي رميم .
في الوهلة الأولى لإعلان ندوة صحفية بهكذا شكل كنا نعتقد أن الأمر يتعلق بالرفض المبدئي “لإلغاء عقوبة الإعدام” التي وقعها المغرب ، وهو ما يعني أن الدولة ستتخلى عن جزء من طابعها الإسلامي في القوانين .. ما يمشي في الخط التصاعدي لتحديث المملكة ، والإنهاء مع نظرة “رجعية” استكان لها مريدي الحزب الإسلامي في المغرب ، وتم استعمالها في مناسبات مختارة يتم طبخها في صالون زعيم الحزب .
وحتى حين رفعنا سقف توقعاتنا.. قلنا ربما يريد بوانو وصحبه أن يعلنوا خلال ندوة صحفية عن موقفهم من النظام الجديد في سوريا وتسجيل تضامنهم مع حكومة مؤقتة قوامها أصحاب اللحى ممن يضعهم المنتظم الدولي لحد الساعة في قائمة الجماعات الإرهابية .
وقد خاب الظن حين علمنا أن الأمر يتعلق فقط بندوة صحفية بمثابة الشوط الثاني لجلسة الاثنين 16 دجنبر 2016 في مجلس النواب التي حضرها رئيس الحكومة و عَدَّدَ فيها الانجازات الكبرى الغير مسبوقة في البنية التحتية كواحدة من أوجه التحديث والتطوير الذي تشهده المملكة في عهد الملك محمد السادس .
نعم.. الأمر يتعلق بشوط ثَانٍ تريد من خلاله مجموعة العدالة والتنمية في مجلس النواب أن تصفي فيها الحسابات مع عزيز أخنوش ، وَتُدْخِلَ الرأي العام في نقاشات بيزنطية لا طائل منها ولا تعني المواطن المغربي في شيء .
صفقة إنشاء محطة لتحلية مياه البحر في الدار البيضاء ، ستكون موضوع الندوة “الطارئة” لهذه المجموعة ، وكأن الأمر يتعلق بشركة اسرائلية حازت هذه الصفقة ، وليست شركة مغربية يعرفها المغاربة ويعرفون أن صاحبها وضع مسافة بينه وبينها حين تحمل مسؤولية الحكومة في المغرب ، ويعرفون أن الشركة من حقها الاستمرار في استثماراتها وعملها والحفاظ على توازنها والانخراط أيضا في مشاريع وصفقات إستراتيجية للدولة من مثل “محطة لتحلية مياه البحر” بملايير الدراهم .
وكما أنه من حق شركات عائلة أخنوش الاستفادة من صفقات عمومية ، من حق المتضرر أيضا استحضار الفصل 36 من الدستور الذي ينص على أن القانون يعاقب على المخالفات المتعلقة بتضارب المصالح، واستغلال التسريبات التي تخلّ بالمنافسة النزيهة و اللجوء إلى القضاء والجهات المعنية للطعن في أحقية هذه الصفقات .
الأحقية أيضا تمنحك الحق في افتعال ندوة صحفية يتم التحضير لها في جنح الليل ، ضحاياه أولا زملاء لنا في مهنة الصحافة العسيرة ، وثانيا رأي عام ابتلاه الله “بمعلمين” ظلوا الطريق إلى مجلس الأمة وعاثوا في خلق الله هرطقة .
فاتقوا الله في العباد .
