الرئيسيةثقافات وفنون

“عبد اللطيف اللعبي: شاعر يمر”..كتاب يحتفي بالمنجز التشكيلي لفنان متعدد الجوانب

أصدرت المؤسسة الوطنية للمتاحف، حديثا، كتابا بديعا بعنوان “عبد اللطيف اللعبي: شاعر يمر”، يحتفي بالمنجز التشكيلي لهذا الفنان متعدد الجوانب، من خلال استعراض محتويات المعرض الذي نظمته المؤسسة مطلع السنة الجارية بمتحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر، تحت العنوان نفسه.

ويتضمن الكتاب الصادر في 140 صفحة من القطع الكبير، محتويات المعرض المذكور الذي يقدم المنجز الغني والملتزم لعبد اللطيف اللعبي، من خلال تصميم أعد بعناية، يجمع بين وثائق الأرشيف والمخطوطات واللوحات ومقاطع الفيديو، ويعرض بالتالي جوانب متعددة لهذا الشاعر والناشر والمترجم والرسام.

كما يتضمن الكتاب صورا للمعرض المذكور، ونصوصا نقدية لأعمال المحتفى به، كتبها كل من الناقد والكاتب شرف الدين ماجدولين، والناقد مولين لعروصي.

وأكد رئيس المؤسسة الوطنية للمتاحف، مهدي قطبي، في تقديمه لهذا العمل، أن معرض “عبد اللطيف اللعبي: شاعر يمر”، يحتفي بهذا الشاعر والكاتب والرسام، ويكشف للجمهور مجموعة متنوعة من المنشورات الأدبية والوثائق الأرشيفية واللوحات ومقاطع الفيديو عن الجوانب المتعددة للعبي وتطور مساره الفني.

وأضاف قطبي أن هذا المعرض هو “استكشاف بلا حدود ولقاء حميم مع الكون الإبداعي لهذا الفنان متعدد الوجوه والأعمال المتنوعة، حيث تكشف كل لوحة عن قصيدة في حد ذاتها”، مذكرا بأن عبد اللطيف اللعبي اضطلع بدور هام في النشاط الفكري والفني بالمملكة، خاصة من خلال مساهمته في إنشاء مجلة (أنفاس) التي كانت فضاء حرا للتعبير شاركت فيه أصوات مختلفة للشعراء والرسامين والكتاب.

من جانبه، قال مدير متحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر، عبد العزيز الإدريسي، إن معرض “عبد اللطيف اللعبي: شاعر يمر” يهدف إلى تقديم وجه جديد لهذا المفكر والمبدع المغربي من خلال أعماله التشكيلية وللاحتفاء بمساهمته في خلق مناخ فكري وإبداعي جديد بمغرب الستينات.

وأضاف الإدريسي أن الأمر يتعلق أيضا ب”اعتراف بجزء من الذاكرة الجماعية للمغاربة من خلال مجلة (أنفاس) التي كانت، بفضل مشاركة نقاد فنيين ومبدعين تشكيليين كمحمد المليحي وفريد بلكاهية ومحمد شبعة، بمثابة الأسس الأولى للتفكير في موضوع الفنون التشكيلية بالمغرب والعالم العربي وإفريقيا”.

يذكر أن معرض “عبد اللطيف اللعبي: شار يمر” تضمن ثلاثة أقسام خصص أولها لمجلة “أنفاس” التي أسسها اللعبي سنة 1966 رفقة الشعراء مصطفى النيسابوري ومحمد خير الدين والرسامين فريد بلكاهية ومحمد شعبة ومحمد مليحي. أما القسم الثاني، فخصص للإنتاج الوفير الذي قام به اللعبي في الشعر والأدب بدءا من مجموعاته وقصصه الأولى حتى أحدث أعماله ومقالاته.

وتم استكمال هذا المعرض الاستعادي بمجموعة مختارة من الكتب الفنية والشعر المرئي الذي تم إنتاجه بالتعاون مع الرسامين والنحاتين المعاصرين، فيما كشف الجزء الأخير عن الجانب الأقل شهرة للعبي باعتباره رساما، ويقدم نظرة عن انتقاله بين الشعر والرسم وتطور مساره الفني.

يشار إلى أن عبد اللطيف اللعبي ولد سنة 1942 في مدينة فاس، وأسس عام 1966 مجلة أنفاس التي لعبت دورا بارزا في تحديث الإبداع والفكر المغربيين. وتتوزع أعماله ما بين الشعر والرواية والمسرح وكتب الأطفال والدراسات حول الثقافة والسياسة، وترجمت إلى كثير من اللغات. كما نال على أعماله الشعرية عدة جوائز دولية منها جائزة غونكور الفرنسية لعام 2009.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى