كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالمحمدية تحتضن مؤتمرا دوليا حول ” النوع الاجتماعي والسلطة والخطاب”
بحضور باحثين من جامعات أزيد من 12 دولة من ثلاث قارات، تحتضن كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالمحمدية/جامعة الحسن الثاني مؤتمرا دوليا بعنوان” النوع الاجتماعي: السلطة والخطاب“، يومي 9 و10 ماي الجاري، و بتنسيق من الأستاذة نجاة النرسي، ومن تنظيم فريق البحث في النوع الاجتماعي والثقافة والخطاب، التابع لمختبر التفاعل الثقافي والتواصل والحداثة بكلية آداب المحمدية، وفي إطار برنامج ابن خلدون لدعم البحث في مجال العلوم الإنسانية والاجتماعية، وبالتعاون مع مركز سياسات تكافؤ الفرص بجامعة بوخاريست برومانيا، وفريق البحث Plurielles بجامعة بوردو مونتين بفرنسا.
وسينكب الباحثون خلال هذا المؤتمر على رصد مسارات النوع الاجتماعي Genre وعلاقاته المتشابكة مع نظامي السلطة والخطاب في مختلف الثقافات والتعبيرات الفنية،والتي لا تمنع الاختلافات الملحوظة في نشأتها وتطورها ومساراتها بين دول الشمال والجنوب من ملاحظة توحدها حول استمرار حضور أشكال السلطة الأبوية والهيمنة الذكورية مهما اختلفت درجة هذا الحضور، إذ لا تزال القسمة الاجتماعية للمؤنث والمذكر الحجر الأساس في البناء الهرمي التراتبي لتوزيع السلطة والأدوار بين الجنسين، ومن ثمة استدامة التراتبية وتكريس الهيمنة وتعذر تحقيق المساواة وتفشي التمييز على أساس الجنس. ورغم الأشواط الكبيرة التي قطعها خطاب المساواة في الاقناع الحقوقي والاجتماعي والسياسي بجدواه في إرساء علاقات إنسانية جديدة ومتقدمة بين الجنسين تقطع مع القيم التمييزية والتفاضلية، ومع ثقافة الهيمنة والإقصاء، فإن الممارسات التمييزية التي يمسك بها الزمن الثقافي والاجتماعي البطيء التحول والمرتهنة بالخطاب والسلطة السائدين، تدعونا لمساءلة العلاقة التفاعلية والتداخلية بين ثلاثي النوع الاجتماعي والخطاب والسلطة، وتفكيك الترابطات والتشابكات في هذه العلاقة القائمة والمسؤولة عن توليد واستدامة الهيمنة والتراتبية.
تقدم الباحثات والباحثون المجتمعون في هذا المؤتمرخلاصات أبحاثهم واشتغالهم على تحليل وتفكيك تشابكات النوع الاجتماعي بالسلطة وبالخطاب في منظوماتهم الثقافية والاجتماعية، وعبر مختلف حواملها وتجلياتها وتعبيراتها اللغوية والفكرية والأدبية والفنية والسياسية، ومن مقاربات وتخصصات مختلفة ومتعددة، كما سيتم في هذه الندوة تبادل الخبرات والنقاشات حولقضايا النوع الاجتماعي من خلال تحريك أكثر المقابلات والمواجهات الساخنة بين أوروبا وإفريقيا في الدراسات ما بعد الكولونيالية، وفي قضايا ترتبط بالتمثلات عن الآخر، وفي مسائل التنميط والصور النمطية التي تكرسها ثقافة الهيمنة وعلاقات القوة القائمة والسائدة وكذا الخطابات المتداولة في مؤسسات التنشئة الاجتماعية ووسائل الإعلام.
ويَعتبِر المؤتمر أن اختبار هذه القضايا الشائكة الرائجة والمتفرقة في الخطابات الحقوقية والسياسية والإعلامية والتخييلية، في ضوء العلوم الإنسانية وعلى محكها، أحد أكبر رهاناته العلمية في تطوير أدوات البحث العلمي، وفي دعم التفاعل الثقافي وتنمية قيم وسلوكات التقاسم والحوار والانفتاح بين المقاربات والمنظورات المتعددة، والتقريب بين التخصصات المختلفة في معالجة الظواهر الإنسانية المشتركة بينها، وتحقيق النجاعة البحثية من تبني منظور الرؤى المتقاطعة في مقاربة هذه الظواهر العابرة للتخصصات والمعارف La transdisciplinarité