عند المغاربة مثل شعبي عميق يقول ” اللهم اجعل أخرنا أفضل من أولنا ” أي (نتمنى نهايات أفضل من البدايات ) ..وهو ما لا ينطبق بالمرة على مول الجلابة أحمد اخشيشن الذي دخل كبيرا ويخرج الآن صغيرا ..
الرجل بعد أن وجد نفسه في فترة من الفترات يلازم ويرافق شخصيات كبرى تضعه في المكانة التي يستحقها ، يجد اليوم نفسه وقد تم حشره في ما لا يحمد عقباه ..وهي نهايات غير شجاعة لرجل كان يفترض بتكوينه وشخصيته والمناصب الكبرى التي تقلدها أن يكون على الأقل شجاعا في الحد الأدنى ، ويملك على الأقل القدرة على الانسحاب في الوقت الذي لا يتوقع أحدا ذلك .
اخشيشن الحاصل على دكتوراه في علوم الإعلام والاتصال من فرنسا ، وأحد ركائز حركة لكل الديمقراطيين ، والقيادي في حزب الأصالة والمعاصرة، ورئيس جهة مراكش أسفي في سنة 2015 ، والذي كان قد تقلد منصب وزير للتربية الوطنية والتعليم والعالي وتكوين الأطر والبحث العلمي في حكومة عباس الفاسي،،،يعيش اليوم وضعا سيئا قد يكون أسوأ من انفجار شبهة تبديد مليارات البرنامج ألاستعجالي لوزارة التربية الوطنية … فالرجل الذي كان يمني النفس بأن يكون من الثلاثي القيادي بعد مؤتمر حزب الجرار ، وجد نفسه شريدا دون مأوى تنظيمي ، يحفظ على الأقل ماء وجهه ووضعه الرمزي والاعتباري داخل هذا الحزب العجيب .
وفي التخلي عن اخشيشن في هذه المرحلة بالضبط إلى جانب بعض خَدَمِ وَحَشَمِ فاطمة الزهراء المنصوري ،ما يعطي الانطباع للرأي العام المغربي أن أسمائهم عليها علامات استفهام كبيرة ، خاصة مع خطاب التخليق الذي رفعته ابنة الباشا عشية مؤتمر الحزب .
الأدهى من ذلك أن عضوية المكتب السياسي قد تكون بعيدة المنال عن الرفيق اخشيشن ، وقد يسهل تبرير ذلك عند الكثير ممن يريدون حزبا باميا بقيادات جديدة لم يأتي على ذكر أسماءها في أي من الملفات المشبوهة .
فقليلا من الشجاعة السي اخشيشن ..قليلا من عزة النفس ..قليلا من التقدير لمسار علمي ومهني يستحق التقدير !