هل نجحت السينما المغربية في تقديم شخصية اليـــــهودي المغربي ؟

الكثير من النقاد في المغرب يعتبرون أن توظيف شخصيات يهودية في السينما والدراما المغربية ، وتناولها لقضايا متعلقة باليهود مجرد محاولات فشلت إلى حد الساعة في تقديم شخصية اليهودي المغربي بالشكل الذي يجب أن يحقق شرط الدراما العالية.
ناقد مغربي اعتبر أن هجرة اليهود المغاربة إلى إسرائيل وغيرها من البلدان الأوروبية راسخة تاريخيا وأن طرحها سينمائيا ليس طابوا ولا تتعد كونها موضوعا من الموضوعات التي تتداولها السينما المغربية ، معتبرا أن اليهود المغاربة حقيقة تاريخية وإنسانية ولا يمكننا إلغاءها من فعل الإبداع المغربي سواء السينمائي أو غيره….
نفس الناقد عاب على الأفلام المغربية التي سبق وخرجت و دفعة واحدة ، القفز على حقائق سوسيو تاريخية هامة وتقديم أخرى أقل أهمية في قالب إيديولوجي وديماغوجي يفرغ هده الأفلام من مبرر وجودها ويضعها موضع شك خاصة مع ما يمكن أن تجنيه هده الأفلام من منح ظاهرة وخفية .
المصدر نفسه أوضح أن السؤال الكبير الذي كان على السينمائيين المغاربة طرحه في موضوع هجرة اليهود المغاربة إلى إسرائيل هو ما الذي جعلهم يتخلون عن بلدهم الأصلي “المغرب” الذي طالما وفر لهم الحماية والحرية الاقتصادية والدينية مقابل الهجرة إلى بلد آخر “إسرائيل “. ؟

فيلم “فين ماشي ياموشي” للمخرج حسن بنجلون
يتناول الفيلم هجرة اليهود المغاربة إلى إسرائيل عقب استقلال المغرب في الستينيات من خلال مقاربة وطنية تتنازع فيها الرغبة في الرحيل أو البقاء والوئام الذي ساد بين اليهود والمسلمين المغاربة أنداك..وهو ما يعتبره مخرج الفيلم حسن بنجلون موضوع يستحق المعالجة لأنه يعني المغرب أكثر مما يعني إسرائيل أو الدعاية لها ، معللا ذلك بأن هجرة 256 ألف يهودي مغربي إلى إسرائيل خسارة للمغرب لأن هذا الأخير أنفق مبالغ ضخمة لتكوينهم وتأهيلهم لتستقبلهم بعد ذلك إسرائيل دون أن تنفق عليهم ولا درهما واحدا ، مضيفا أن فيلمه يكشف الحقيقة للأجيال الصاعدة وهو أول الأفلام الذي يتناول هذه المرحلة المهمة من تاريخ المغرب المسكوت عنه .
بنجلون وفي مواجهة الحديث عن الخلفية السياسية والتجارية التي تحكمت في خروج فيلمه اعتبر أن مثل هذه الموضوعات من شأنها المساعدة على فهم عدة قضايا منها القضية الفلسطينية ، وبالحيثيات التاريخية والمادية لتعمير إسرائيل وتكوين جيش قوي لعب دورا كبيرا في حرب 1967

فيلم “ماروك” للمخرجة ليلى المراكشي
جسد فيلم “ماروك” الذي يلعب فيه دور البطولة شاب يهودي اسمه يوري استحالة زواج اليهود بالمسلمين من خلال قصة حب بين شاب يهودي مغربي وفتاة مسلمة ، وهو الفيلم الذي أثار سخطا عارما لجرأة مخرجته التي اختارت أن تكون بعض المشاهد الجنسية حاضرة بقوة..ولكونه وحسب بعض الأصوات التي عارضته يقدم صورة مشوهة عن المغرب .
المخرجة ليلى المراكشي اعتبرت أن الفيلم هو دعوة إلى التسامح والتعايش معتبرة أن الحب بين اليهود والمسلمين ليس بالأمر المستحيل برغم استحالة زواج اليهودي بالمسلمة انطلاقا من ما جاءت به الشريعة الإسلامية ، موضحة أن الفيلم لقي إقبالا منقطع النظير من خلال إحصاءات المتابعة في القاعات السينمائية (عرض 77 أسبوعا) وأيضا من خلال الجوائز التي نالها في المهرجانات الوطنية والدولية .

فيلم “وداعا أمهات ” للمخرج محمد إسماعيل
تناول هذا الفيلم أيضا موضوع هجرة اليهود المغاربة إلى إسرائيل ويحكي الشريط الذي كتبت فيه السيناريو كاتبة يهودية مغربية قصة أسرة مسلمة لامرأة يهودية وابنتها بعد أن غرق زوجها في البحر أثناء محاولة هجرته إلى إسرائيل ، ويلعب فيه دور البطولة أيضا الممثل المغربي اليهودي سيمون الباز .
مخرج الفيلم محمد إسماعيل اعتبر أن الفيلم مغربي 100في المائة نظرا لآن مخرجه ومنتجه مغربيان بالإضافة إلى مغربية الموضوع ، موضحا انه لم يتلق أي دعم من أي جهة كانت جمعوية أو مؤسساتية باستثناء دعم المركز السينمائي المغربي مصرا على ضرورة مناقشة الفيلم من حيث المناطق المعتمة التي نجهلها تاريخيا وليس من خلال الخلفيات الضيقة التي لن تفيد السينما المغربية في شئ.



