اسم عثمان بنجلون ارتبط كثيرا عند أجيال من المغاربة “بصاحب الفلوس مول البنكة” الملياردير المبهم ، الرجل الخفي المختفي المتواري دوما عن الأنظار .
المصرفي المزداد في العام 1932 ظلت صورته كما ظل شكله كما هو محافظا على نفس “الكاريزم” المرسومة في أذهان المغاربة ..نفس الطلعة ونفس الطلة ونفس البذلة الرسمية السماوية اللون بربطة العنق المتقنة ونفس تسريحة الشعر ونفس النظرة المبهمة والبسمة الساخرة أحيانا .
بنكي “أبدي” مالك أكبر مجموعة اقتصادية في شمال افريقيا”فينانس كوم” ، والعين التي تحرس سوق التأمينات ، وصاحب البنك الأولى في المغرب التي أصدرت سندات إيداع دولية GDR (البنك المغربي للتجارة الخارجية) والتي غيرت مؤخرا علامتها لتصبح ( Bank of Africa) والشريك الأكبر في صفقة الرخصة الثانية للهاتف النقال بالمغرب ورئيس “المجموعة المهنية لبنوك المغرب” ، الحاصل على لقب “الإداري الفخري” من مركز الدراسات الدولية والإستراتيجية بواشنطن.
أعداء عثمان بنجلون كثر في سوق المال والأعمال ورغم الدسائس الكثيرة لإبعاد الرجل عن صفقات ومشاريع كبرى فان طريقه دائما سالكة ومعبدة …فهو صاحب المال الذي يعطيه أحيانا بدون حساب
لعثمان بنجلون الكثير من الأعداء مثلما لديه الكثير من “المريدين”.
فالرجل بمثابة أخطبوط مالي يتواجد في العديد من الشركات المغربية العامة والخاصة كمساهم في رأس مالها ، كما تتواجد مؤسساته المالية كعضو في مجالس إدارة المئات من الشركات متجاوزا بذلك كبريات الصناديق والبنوك بما فيها الصناديق السيادية، وجاعلا من نفسه ندا ومنافسا للبنك المغربي المركزي (بنك المغرب) هذا الأخير أي بنك المغرب طالما وجه انتقادات مباشرة للرجل واصفا تدخلاته المالية بالمغامرة التي تحمل نسب مخاطر كبيرة .
لا يبالي الشيخ الملياردير الذي ينتظر خصومه رحليه من الدنيا ليتنفسوا الصعداء ، لا يبالي بأحد.. فأعداءه كثر في سوق المال والأعمال ورغم الدسائس الكثيرة لإبعاد الرجل عن صفقات ومشاريع كبرى فان طريقه دائما سالكة ومعبدة …فهو صاحب المال الذي يعطيه أحيانا بدون حساب كأن يتدخل لإنقاذ مؤسسة من المؤسسات من الإفلاس حتى وان تعلق الأمر بشركة ذات حساسية للدولة كالشركة المغربية للملاحة “كومانف” وشركات أخرى متعددة وفي قطاعات عديدة وجدت نفسها تعاني من صعوبات مالية وكان بنجلون المنقذ من الإفلاس …الرجل فعلا لايبالي وزاحم في محطات عديدة “هوليدينغات” اقتصادية كبرى ونافذة يحسب لها ألف حساب ويعجز عن منافستها كبريات المؤسسات المالية مغربية كانت أو أجنبية.
عندما فكر المغرب في تحرير القطاع التلفزي من هيمنة الدولة ، كان عثمان بنجلون الأول الذي قدم مشروعا جاهزا متكاملا أصاب من يعنيهم الأمر بالرعب ..فالرجل الذي يهيمن على الحياة الاقتصادية يستعد لدخول بيوت المغاربة عن طريق تلفزة خاصة ..ذلك كان كاف ليتم إجهاض مشروع تحرير القطاع التلفزي في المغرب بكامله وغض الطرف عنه إلى حين.. أو إلى حين اختفاء الرجل ؟