مقالات الرأي

في نقد مناورات تخوين الأغلبية الموالية للأقلية المعارضة

مصطفى المنوزي

إن حرية التعبير محرار التقدم ومؤشر لقياس منسوب إرادة القطع مع ماضي الانتهاكات ، فرغم اختلافنا مغربيا ومغاربيا ، لن نسمح بتبييض سنوات الرصاص والعشريات السوداء ، وكل إعفاء من المسؤوليات إنكار للعدالة ، وبنفس القدر لن نفرط في ثمار توصيات المصالحات الجزئية والتسويات الصغيرة على حالها المتواضع ، وفي زمننا التي تلوح فيه مؤشرات عودة ظلال ” كل ما من شأنه ” وتمثلات التخوين والتكفير ونبذ الاختلاف بدل الخلاف ، نعتبر أن المطلوب هو توسيع دائرة الضوء بدمقرطة وإنصاف الحلول عوض تمثل سلبيات أنصاف الحلول ، ولأن تصريف هذه الحكمة يتطلب تدخل الحكماء بنفس القيمة التي يشترط البناء الديمقراطي ديمقراطيين نزهاء .

فكيف نستثمر اللحظة الوطنية ونحن نواجه مخاطر الخوارج المتعددة الأجناس بنفس درجة قمع التعبيرات السلمية الوطنية ؟ فالاستقرار مهم وضروري ولكن لا ينبغي أن يكون على حساب الكرامة والحرية والسيادة المُواطِنة ، فالتنمية حرية والتنمية تربية بأفق وبهارات الديمقراطية الإدراكية ( أي معرفية بمعنى ما ) .

لذلك عوض أن ننساق مع منطق الجبرية السياسية بدعوى تجميد التناقضات الداخلية لمواجهة العدو الخارجي ، علينا مواجهة التناقضات الأجنبية بتقوية الجبهة الداخلية ، وما الحكامة الأمنية والسياسية سوى تسوية توافقية وتوفيقية بين مقتضيات النظام العام وبين ضمان الحريات العامة والفردية ، فمن يعلق الجرس ؟

مصطفى المنوزي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى