كتاب”المكرفون يتحرر” للاذاعي أحمد علوة…(الحلقة 9) انفجار على الهواء مباشرة !

الحلقة 9…انفجار على الهواء مباشرة
وجدت الإذاعات الخاصة نفسها وبعد عام واحد على إطلاق جيلها الأول أمام امتحان عسير وطارئ على المغرب اسمه العمليات الإرهابية التي ضربت المغرب في 11 مارس من العام 2007 حين وقع تفجير انتحاري في إحدى محلات الانترنيت بحي سيدي مومن بالدار البيضاء عن طريق حزام ناسف كان يخفيه أحد الإرهابيين تحت ثيابه ، أياما بعدها أي في 14 أبريل من العام 2007نفسه سيفجر انتحاريان نفسيهما قرب المركز الثقافي الأمريكي بالدار البيضاء وهي أحداث إرهابية مسترسلة سبقتها بأيام حادثة تفجير ثلاثة انتحاريين أنفسهم في حي الفرح بالدار البيضاء ،ما أثار الكثير من الأسئلة حول اكتساح الإرهاب للمغرب ….
كل هذه الاعتداءات الإرهابية الماكرة جعلت من الإذاعات الخاصة مصدر الخبر المباشر والتغطية الحية والمتابعة للأحداث ، وقد استعان المغاربة آنذاك بهذه الإذاعات الجديدة عوض وسائل الإعلام الرسمية في تتبع ما يحدث خاصة وأن جل هذه الإذاعات لم تتوانى في تخصيص فرق صحفية تغطي مباشرة هذه الوقائع وترصد التفاصيل ودقائق الأمور ، وقد كانت المناسبة مواتية لنبذل المجهود المضاعف حتى نكون في مستوى هذا التحرير الإعلامي.
وعليه تصالحت لغتنا الإخبارية مع جديدها الذي فرضته الأحداث ووجدنا لغتنا الإخبارية تستعين بكلمات وأسماء يستعملها الإعلام المغربي لأول مرة في تاريخه، من قبيل – التيار السلفي الجهادي _ تنظيم القاعدة _ الحزام الناسف _ العبوة الناسفة _ التفجيرات الانتحارية_أشلاء الانتحاريين_ مروحيات الدرك الملكي _الرصاص الحي _….وغير ذلك من الكلمات التي لا قبل للغة الإعلام المغربي بها ،والتي جاءت في ركب الإذاعات الخاصة والتي لم تعد تجد حرجا في استعمالها وتداولها والاستعانة بها في التقارير الإخبارية وفي البرامج والحوارات الإذاعية خاصة أن عام 2011 بدوره سيكون صادما وستعود هذه الإذاعات لتشحذ من جديد لغتها “الانتحارية” إن صح التعبير حينما اهتزت أحد المقاهي وسط مدينة مراكش جراء انفجار إرهابي عنيف خلف قتلى بينهم أجانب ومغاربة .
تصالحت لغتنا الإخبارية مع جديدها الذي فرضته الأحداث ووجدنا لغتنا الإخبارية تستعين بكلمات وأسماء يستعملها الإعلام المغربي لأول مرة في تاريخه، من قبيل – التيار السلفي الجهادي _ تنظيم القاعدة _ الحزام الناسف _ العبوة الناسفة _ التفجيرات الانتحارية_أشلاء الانتحاريين_ مروحيات الدرك الملكي _الرصاص الحي _….
وشخصيا حدثت معي قصة لن تنسى في تاريخي الإذاعي ،أحب هنا أن أشارك قراء الكتاب هذه الواقعة التي تناقلتها جل وسائل الإعلام الوطنية آنذاك …ففي يوم 10 من أبريل 2007 وعلى الساعة السابعة مساء وقبل أن أعد النشرة المفصلة التي كنت سأقدمها وتتضمن أساسا خبر محاصرة قوات الأمن بجميع أنواعها لانتحاريين ثلاثة بحي الفرح وسط الدار البيضاء وكان أحد زملائي متواجدا في عين المكان يستعد مباشرة ليمدني وعبر الهاتف بآخر التطورات والمستجدات… في تمام الساعة السابعة انطلقت نشرة الأخبار قدمت عناوينها ،ومن تم لخصت ما يقع في حي الفرح في تلك الأثناء ،وألقيت التحية على زميلي في عين المكان والذي طلبت منه أن يضعنا في الصورة عما يقع هناك ..بعد أن القى الزميل التحية وشرع يتحدث عن مطاردة الإرهابيين الثلاثة ومروحيات الدرك الملكي التي كانت تجوب المكان وصوت الرصاص الذي كان يسمع أكثر من مرة وحالة الرعب و الاستنفار التي أحاطت المكان …فجأة وعلى غير المتوقع سمع ذوي انفجار هائل كان كبيرا ومذويا إلى حد التقطه الأثير الإذاعي..فكانت المفاجأة صادمة بالنسبة لنا جميعا داخل الأستوديو تقنيين وصحفيين ، ولبرهة لم أعد أسمع في الطرف الآخر سوى صراخ وضجيج وسيارات إسعاف في وقت اختفى صوت زميلي.. صمته المفاجئ أخافنا لاعتبارات كثيرة أهمها ان صوت الانفجار كان قريبا منه ما زاد من قلقنا على سلامته وحياته.
وبعد فترة ليست بالقصيرة وأنا على الهواء مباشرة كنت أردد دون انقطاع : ألو ألو ألو
فجأة سمعت صوت الزميل على سماعة الكاسك وهو يقول : (لقد انفجر الإرهابي أمامي ،تسلل من وسط جموع الناس وأمام مطاردة رجال الأمن قصد الجهة التي أقف بها وفجر نفسه )…..لحظات قوية على الهواء مباشرة كانت استثنائية في حياتي الإذاعية وستبقى في خالدة في الذاكرة والروح .