الرئيسيةالمجتمع

مصطفى سلمى يكتب للمغاربة المحتجزين في تندوف : مرت 50 عاما..ماذا استفدتم؟

كتب مصطفى سلمى القيادي السابق في البوليساريو المدير المركزي السابق لما يسمى بالشرطة المركزية بمخيمات العار وآحد ابناء قبيلة الرقيبات لبيهات، من أكبر القبائل الصحراوية رسالة الى المغاربة المحتجزين بتندوف الجزائرية ونشرها على صفحته على الفايسبوك عنونها ب :من مغربي بسيط. انقلها كما وصلتني

 

نص الرسالة

“منذ البارحة لم يفارقني وجه ذلك الشيخ الذي توفي في المخيمات. إنه يشبه أعمامي ووالدي. فاصولي القريبة خليط بين أولاد أبي السباع و الرقيبات و تركز.

احلم ان نطوي ملف هذا النزاع. و أزور ارض الاجداد. ونلتقي على المحبة والاخلاص والصدق والتضامن و العهد الذي ورثناه عنهم. فالماضي بما فيه من خير و شر لن يعود. و ما علينا سوى التعايش مع جراحه للعيش في المستقبل. و سننسى مع الزمن. و المستقبل ليس لنا نحن من نتعارك و نتصارع اليوم. بل للابناء و الأحفاد الذين لم يعيشوا حروبنا المؤلمة.

اتمنى ان تصل رسالتي للناس في المخيمات. ليعلموا انه لا فرق بيننا و ان المغاربة هم ناس أصل وليس هناك من ناس اطيب منهم. ففي وقت الشدة والمعاناة المغربي عندهم يكون اولا قبل الآخرين. لان الدم يفرض نفسه علينا. و تاريخ التعايش المشترك ينتصر على نفوسنا. ونحن اهل قرآن و الأصل فينا الاحتكام الى كتاب الله و سنة رسوله، لا إلى السلاح..سلاحنا الدين والتوبة والاخوة والصدق. و التوبة ليست مذلة بل قمة الرقي و السمو بالنفس عن كل ما يشيبها.

مرت 50 عاما. فبماذا استفدتم؟. او بالاحرى بماذا استفدنا جميعا. غير أننا نتضرر على حد سواء. فنحن نستنزف، و أنتم وسيلة نستنزف بها. و لن يتوقف إضرارنا بأنفسنا إلا إن توقفنا عن العيش في الماضي. و فكرنا ان من سياتون بعدنا لهم زمانهم. و لا ينبغي ان نعكره عليهم بان نورثهم ماضينا السيء.
مفتاح الحل بأيديكم انتم إن رفضتم إستعمالكم كوسيلة للإضرار بانفسكم أولا ثم ثانيا و ثالثا و رابعا باستخدامكم للإضرار ببني عمومتكم و أهلكم و استنزاف مقدرات بلدكم الذي ستعودون إليه يوما..حتما. فما لكم سواه. و بالتاكيد لا تريدون ان تعودوا الى خراب، و قد خبرتموه طيلة ال 50 عاما الفائتة.

قوتكم و قوة اهلنا في الصحراء يجب ان تكون في تحقيق التنمية. و المغربي لا يعرف المستحيل عندما يتعلق الامر بالتشمير عن السواعد. و قد أصبح الكل يحسدهم و ليس عندهم بترول و لا غاز و لا ذهب.

و انتم منا و نحن منكم. و مواطنة مغربية مع خصوصية مضمونة دستوريا وقانونيا وقيمة كبيرة وسط المجتمع المغربي احسن من المغامرة 50 سنة اخرى في الخلاء الذي يعز علينا أنكم ما زلتم فيه.
و في هذه الجمعة المباركة ادعو الله ان يجمع الشمل و يزرع المحبة في القلوب. و رحم الله ذلك الشيخ الوقور. و كافة موتانا و موتى المسلمين.
مغربي بسيط.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى